دور لحظات الفرح في تعزيز الصحة النفسية
المقدمة
أكد خبير مصري في الصحة النفسية على الدور الكبير الذي تلعبه لحظات الفرح في تعزيز مناعة الجسم ومقاومة الأمراض. تلك اللحظات تخلق موجة من التفاعل الكيميائي داخل المخ، يزداد خلالها إفراز المواد الكيميائية مثل «الدوبامين» و«السيروتونين» و«الإندورفين». هذه المواد تعمل بتناغم على تهدئة الإشارات العصبية الزائدة وتنشيط مراكز المكافأة، مما يجعل الإنسان أكثر طمأنينة وثقة.
التغيرات الدماغية عند الشعور بالفرح
أوضح د. عادل سلطان، استشاري الطب النفسي والعصبي، أن إفراز «الدوبامين» و«السيروتونين» يعد بمثابة لغة المخ في التعبير عن الفرح. هذه العملية تجعل الإنسان أكثر قدرة على التكيف مع الضغوط النفسية وتمنحه مرونة ذهنية أفضل على المدى الطويل. الشعور بالفرح لا يلغي بقية المشاعر، لكنه يعمل على تحقيق نوع من التوازن داخل الشبكات العصبية بين مناطق القلق ومناطق المكافأة.
تأثير الفرح على الشبكات العصبية
عندما يمر الإنسان بفترات ضغط نفسي، ينخفض مستوى النواقل الكيميائية الإيجابية ويعلو نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن الخوف. ومع ذلك، يعيد الدماغ توزيع نشاطه بشكل أكثر استقراراً مع المشاعر الإيجابية، ما يمنح إحساساً بالهدوء الداخلي والاستقرار الانفعالي. الإحساس بالسعادة ينشط ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ، أولاها القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن التفكير المنطقي وتنظيم المشاعر. هذه المنطقة تصبح أكثر حيوية، ما يساعد على اتخاذ قرارات إيجابية وتفسير المواقف بنظرة متفائلة.
مناطق الدماغ التي تتأثر بالسعادة
تفرز النواة المتكئة كميات أعلى من «الدوبامين»، وهو الناقل الكيميائي الذي يمنح الشعور بالرضا بعد تحقيق إنجاز أو تلقي دعم نفسي. تهدأ استجابة اللوزة الدماغية المسؤولة عن معالجة الانفعالات السلبية في لحظات البهجة، فيتراجع القلق والخوف ويعلو الإحساس بالسكينة. هذا التأثير الإيجابي على الدماغ يؤكد على أهمية توفير لحظات الفرح والسعادة في حياة الفرد لتعزيز الصحة النفسية والبدنية.

