تحديات الشتاء: مشكلات الجهاز التنفسي والربو والجيوب الأنفية
يُشكل الشتاء، تحدياً كبيراً لمرضى مشكلات الجهاز التنفسي والربو والجيوب الأنفية، وتعتبر صعوبة التنفس أكثر المضاعفات التي يعانيها هؤلاء المرضى، حيث يزيد الهواء البارد والجاف من تهيج والتهاب مجاري الهواء، ويُصعّب تدفق الهواء من وإلى الرئتين.
أثر الشتاء على الصحة
تقول د. حنان الهنا، طبيبة الصحة العامة: يجلب فصل الشتاء انخفاضاً في درجات الحرارة وزيادة التهابات الجهاز التنفسي، مثل: الإنفلونزا والالتهاب الرئوي وكوفيد-19، وتنخفض قدرة الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة أو الأمراض المزمنة على مكافحة العدوى، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمضاعفات.
وتضيف: تشمل أعراض مشكلات الجهاز التنفسي، نزلات البرد المتكررة، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى، والتعب، وآلام الجسم، والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، وتفاقم الحالات الصحية الحالية، مثل: نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أعراض قصور القلب، وضيق التنفس أو ألم الصدر، وضعف التئام الجروح أو إطالة فترة التعافي من العدوى، وارتفاع معدلات الوفيات، والتحديات المتعلقة بالصحة العقلية، كالاكتئاب الموسمي والعزلة والإرهاق.
المجموعات المعرضة للخطر
وتزيد أعراض مشكلات الجهاز التنفسي المرتبطة بالموسم البارد لدى كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، كما يتعرض لخطر المضاعفات الذين يعانون نقص المناعة، ومرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي، ومتلقي زراعة الأعضاء، والمصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، ومن يتناولون الكورتيكوستيرويدات طويلة الأمد أو الأدوية المثبطة للمناعة، والرضع والأطفال في طور النمو.
وتضيف: ترتفع المعاناة في الشتاء بسبب عدة عوامل، من أهمها ضيق الأوعية الدموية الناجم عن البرد، ما يؤدي إلى تفاقم الدورة الدموية وأمراض القلب، كما تزداد احتمالية انتشار العدوى الفيروسية في البيئات المغلقة، بينما يُضعف انخفاض الرطوبة دفاعات الأغشية المخاطية، ما يُصعّب على الجسم صد مسببات الأمراض، كما يُقلل انخفاض ضوء الشمس من مستويات فيتامين «د»، وهو أمر مهم لوظيفة المناعة، إضافة إلى الضغط الذي تفرضه الأمراض المزمنة على الجسم.
إدارة المشكلات الصحية
وتتابع: يتضمن الحد من تفاقم هذه المشكلات عدة مكونات رئيسية، تشمل الإدارة الطبية العلاج الفوري للعدوى بمضادات الفيروسات أو المضادات الحيوية حسب الحاجة، وتحسين أدوية الأمراض المزمنة.
التهابات الجيوب الأنفية
يوضح د. يوسف خلف، مختص الأنف والأذن والحنجرة، أن الجيوب الأنفية في حال إصابتها بالتهاب أو انسداد، يحدث ما يُعرف بالتهاب الجيوب الأنفية أو عدوى الجيوب، ويرافقها أعراض مزعجة تشمل احتقاناً وانسداداً في الأنف، وألماً أو ضغطاً في الوجه، لاسيما في منطقة الجبهة وحول العينين، إلى جانب صداع مستمر، وإفرازات أنفية كثيفة غالباً ما تكون صفراء أو خضراء، ويعاني المصاب ضعفاً في حاستي الشم أو التذوق، إضافة إلى تنقيط أنفي خلفي قد يؤدي إلى التهاب في الحلق.
ويتابع: تُعد التهاب الجيوب الأنفية من الحالات التي تتفاقم في خلال فصل الشتاء، حيث يؤدي الهواء البارد والجاف إلى تهيج الممرات الأنفية وإبطاء تصريف المخاط، كما أن قضاء وقت أطول داخل الأماكن المغلقة يزيد من احتمالية التعرض للفيروسات ومسببات الحساسية، وتُسهم أنظمة التدفئة أيضاً في جفاف بطانة الأنف، ما يزيد من تفاقم الأعراض.
الربو
تقول د. أشويني تشوهان، مختصة أمراض الرئة، إن الربو حالة التهابية مزمنة، ويعد من المشكلات الصحية الخطِرة التي تصيب نحو 300 مليون شخص حول العالم، وتُؤثر في جميع الفئات العمرية، وتزيد فرص الإصابة لدى أصحاب الأمراض التنفسية المزمنة وداء الانسداد الرئوي المزمن، ومن يتعرضون لمسببات الحساسية، أو الأطفال والمراهقين الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالربو، والحوامل.
وتتابع: يصيب الربو المجاري الهوائية، وتحدث نتيجة لعوامل وراثية وبيئية، كالعدوى الفيروسية، واستخدام أنظمة التدفئة.
وتوضح أن نوبات مرض الربو تزداد بشدة خلال أشهر الشتاء ويُعاني المرضى أعراضاً تنفسية. وتشير إلى أن إدارة الربو خلال الشتاء تكون من خلال استشارة الطبيب، والتأكد من استعمال أجهزة الاستنشاق المناسبة، ووضع خطة للتعرف على الأعراض المُتفاقمة والإجراءات الواجب اتخاذها، وضرورة الالتزام بلقاح الإنفلونزا والمكورات الرئوية.
اللقاحات والوقاية
تؤدي اللقاحات دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض الشائعة في فصل الشتاء، والحد من تطور الأعراض وتفاقم المضاعفات، وخاصة للأطفال والحوامل وكبار السن ومرضى الحالات المزمنة وذوي المناعة الضعيفة، ومن أهمها: الإنفلونزا السنوي قبل الشتاء، ولقاح المكورات الرئوية للحماية من الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، ومعززات كوفيد-19 لاستمرار الحماية، واللقاحات الأخرى الموصي بها حسب العمر والحالة الصحية، مثل: لقاح الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن.
وتُعدُّ تدابير تحسين نمط الحياة وتعزيز المناعة من الركائز الأساسية لتعزيز حماية الجسم من الأمراض، وتشمل: الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات (أ، ج، د، هـ) والمعادن مثل الزنك والسيلينيوم، وضمان ترطيب الجسم وراحة كافية، وممارسة تمارين رياضية معتدلة بانتظام لتحسين الدورة الدموية والاستجابة المناعية، والحفاظ على الدفء بارتداء طبقات من الملابس وتجنب التعرض للبرد الشديد، واتباع عادات النظافة الجيدة كغسل اليدين باستمرار وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنب التدخين.

