مرحلة سن الأمل: التحديات والفرص
مرحلة «سن الأمل» هي مرحلة بيولوجية طبيعية في حياة النساء، تبدأ عادة بين عمر 48 و52 سنة، مع توقف المبيضين عن إنتاج الأستروجين والإباضة وبالتالي عدم وجود الدورة الشهرية بشكل دائم. ترافق هذه الحالة بعض التغيرات الهرمونية، وعلى الرغم من معاناة المرأة من تحديات ومشكلات صحية، إلا أنها تستطيع تجاوزها بالتعديلات المناسبة على نمط الحياة والتوجيه الطبي.
تعريف سن الأمل
تقول د. مها العزاوي، أخصائية النساء والتوليد: "مرحلة «سن الأمل» عند المرأة تبدأ بتوقف الدورة الشهرية نهائياً، وذلك بين عمر 48 إلى 52 سنة عند أغلب النساء، وتحدث هذه الحالة نتيجة توقف المبيضين عن إنتاج هرمون الأستروجين وإفراز البويضات". توضح د. مها العزاوي أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من فرص انقطاع الطمث المبكر، ويمكن أن تكون أسباباً عائلية وراثية أو جينية أو بسبب الأمراض المناعية، ومشاكل الغدة الدرقية، ومرض السكري، وداء السيلياك، والعلاجات الطبية الكيماوية أو الشعاعية بسبب الأمراض السرطانية في الطفولة، أو استئصال المبايض لأسباب مرضية مختلفة، أو نتيجة عوامل متعلقة بنمط الحياة، مثل: اضطرابات الوزن والسمنة، والضغط النفسي والإجهاد، وممارسة أنواع الرياضة القاسية.
مراحل انتقالية
ترى د. أنيتا صوفيا، أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن انقطاع الطمث عملية بيولوجية طبيعية تحدث للسيدات بشكل تدريجي، على ثلاث مراحل رئيسية. تبين د. أنيتا صوفيا أن انخفاض مستويات هرمون الأستروجين خلال فترة انقطاع الطمث لدى النساء يؤدي إلى حدوث مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية، وتتفاوت هذه التغيرات في شدتها، ولكن يمكن التحكم في معظمها بالوعي والرعاية المناسبة.
تحديات صحية
تشمل التحديات الشائعة مشكلات العظام والمفاصل، حيث يزيد الفقدان السريع لكثافة العظام من خطر الإصابة بالهشاشة والكسور، ويمكن أن يؤثر انخفاض الأستروجين على الكوليسترول وضغط الدم، ما يرفع بشكل طفيف من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية إذا لم تتم مراقبته. تعاني النساء أيضاً بعد انقطاع الطمث تغيرات في الدماغ والمزاج، وتلاحظ بعضهن تقلبات في المزاج والنسيان، واضطرابات في النوم، أو قلق خفيفً، وترتبط هذه التأثيرات بالتقلبات الهرمونية.
دعم نفسي
يبين د. أمير جاويد، استشاري الطب النفسي، التغيرات الهرمونية الأنثوية يمكن أن تؤثر خلال فترة انقطاع الطمث في اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، ما يؤدي إلى تقلبات المزاج، والقلق، والتوتر، والاكتئاب، والانفعالية، ومشاكل الغضب، وعدم تقدير الذات، وضعف الثقة بالنفس، ونوبات الهلع. يؤكد د. جاويد أن الأرق من المشكلات الشائعة خلال فترة انقطاع الطمث، ما يؤثر في الحالة النفسية والصحة البدنية.
إرشادات لمكافحة الهبات الساخنة
تشير د. شيماء حبيب، أخصائية أمراض النساء والتوليد، إلى أن «الهبات الساخنة» من الأعراض التي تعانيها المرأة عند انقطاع الحيض، وهي شعور مفاجئ بالدفء والحرارة العالية في الجسم. تذكر د. شيماء حبيب أن تشخيص الهبات الساخنة يتم عن طريق الفحص السريري، والأعراض التي تعانيها السيدة، مثل: الشعور المفاجئ بالحرارة والتعرق واحمرار الوجه بالإضافة إلى انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
إرشادات صحية
تلفت د. شيماء حبيب إلى بعض الإرشادات الصحية:
1- تغيير نمط الحياة، وتجنب المحفزات التي تزيد من حدوثها، مثل: الأطعمة الحارة والكافيين، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على الوزن الصحي، وشرب كمية كافية من الماء للترطيب.
2- يمكن أن تساهم بعض المنتجات الطبيعية والغذائية، في الحد من شدة الأعراض، كمنتجات الصويا التي تحتوي على بدائل الأستروجين، والعشبة النباتية «الكوهوش الأسود» كونها غنية بالأستروجين النباتي.
3- يعتبر العلاج السلوكي من أفضل الطرق التي تساعد على السيطرة على أعراض انقطاع الطمث، والهبات الساخنة، وخاصة التنفس العميق والتأمل وممارسة اليوجا.
4- مراجعة الطبيب المختص لوصف العلاجات الدوائية المناسبة مثل: مضادات الاكتئاب كمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
5- يعتبر العلاج الهرموني الأكثر فاعلية ولكن يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي لأنه يحمل خطورة زيادة الإصابة بالسرطانات وأمراض الدم والشرايين.

