حي سوريا الصغرى: تاريخ منسي في قلب نيويورك
مقدمة
كانت الحياة في حي مانهاتن السفلى في نيويورك تجربة فريدة، حيث تصاعد الدخان من شبكة مترو الأنفاق وأمطار خفيفة تتساقط على شوارع المدينة. في هذا الحي، الذي يعتبر今天 مركزًا ماليًا عالميًا، كان هناك تاريخ منسي لجالية عربية أميركية كانت تعيش هناك.
تاريخ الحي
تأسس حي "سوريا الصغرى" في ثمانينيات القرن التاسع عشر من قبل مهاجرين من "سوريا الكبرى" (بلاد الشام) التي كانت خاضعة للحكم العثماني. ازدحمت شوارعها بواجهات المتاجر العربية والمكتبات والمخابز، وصدرت فيها صحف باللغة العربية. خلال فترة "الهجرة الكبرى" التي بدأت عام 1880 واستمرت حتى عام 1924، وصل إلى الولايات المتحدة نحو 95 ألف عربي، استقر كثير منهم في منطقة مانهاتن السفلى.
ساحة إليزابيث ه بيرغر
تقع ساحة إليزابيث ه بيرغر في قلب الحي، وهي عبارة عن واحة خضراء هادئة توجد فيها ممرات حجرية متعرجة ولوحات تذكارية تحيي تاريخ "الحي المالي" وحي "سوريا الصغرى". تنتشر في المساحة الدائرية مقاعد عدة، خصص كل منها لتكريم أحد أعضاء "الرابطة القلمية"، وهي جمعية ضمت كتابًا سوريين ولبنانيين.
اختفاء الحي
بدأ حي "سوريا الصغرى" يتلاشى مع صدور "قانون الهجرة لعام 1924"، الذي فرض حدودًا صارمة على عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة من كل بلد. تلاه في الأربعينيات شق نفق "بروكلين – باتري"، ثم تواصل في وقت لاحق مع توسعة مجمع "مركز التجارة العالمي". сегодня، لا يبقى من حي "سوريا الصغرى" سوى ثلاثة مبانٍ فقط.
كنيسة القديس جاورجيوس الكاثوليكية السورية
تقع كنيسة القديس جاورجيوس الكاثوليكية السورية في المبنى الرقم 103 في "شارع واشنطن". شيدت عام 1812، واستخدمت مكان عبادة خلال الفترة الممتدة من عشرينيات القرن العشرين حتى أربعينياته. المبنى كان في الأساس مؤلفًا من ثلاثة طوابق بسقف مدبب، ثم تحول لاحقًا إلى مساكن للمهاجرين.
المركز المجتمعي في وسط المدينة
يقع المركز المجتمعي في وسط المدينة في العنوان 105-107 "شارع واشنطن". شيد عام 1926، وكان يستخدم مقر إقامة للمهاجرين الجدد الوافدين إلى المدينة.
العيش في حي سوريا الصغرى
اليوم، لا يزال يقطن بعض المستأجرون في شقق تخضع لضوابط صارمة للإيجار. الطابق الأرضي الذي كانت توجد فيه في السابق متاجر ومساحات للتجمعات الاجتماعية، يضم الآن مطعماً وحانة.
نهاية
على الرغم من أن حي "سوريا الصغرى" كان يعرف في الغالب بسكانه المسيحيين، إلا أن هناك تاريخًا طويلاً للمسلمين الذين عاشوا في الولايات المتحدة ومارسوا عبادتهم فيها منذ عقود. اليوم، بينما تحظى الكنيسة بحماية رسمية باعتبارها معلمًا بارزًا ضمن قائمة معالم مدينة نيويورك، فإن المبنى السكني و"المركز المجتمعي" لا يحظيان بالحماية نفسها.

