لا يكاد يخلو بيت في مصر من تجربة مرهقة مع موظفي الجهات الحكومية، حيث يتكرر مشهد الغياب والتأجيل و”المأموريات” التي تعطل مصالح الناس، فيجد المواطن نفسه يدور في حلقات لا تنتهي.
كم مرة قصد مواطن مصلحة حكومية ليفاجأ بأن الموظف المسؤول غائب ولا يوجد بديل، أو أن الموظف في مأمورية ومعه الختم فلا تنجز الأوراق؟ وكم مرة وقف المواطن في طوابير طويلة للحصول على “طابع بريد”، ليطلب منه في النهاية طابع آخر بحجة أن الموظف “نسي” أن يخبره منذ البداية.
هذه التفاصيل الصغيرة تشكل عبئًا يوميًا على المواطن، وتحول قضاء أبسط المصالح إلى رحلة شاقة، حتى الإجراءات الإلكترونية التي بشر بها الناس باعتبارها طوق نجاة، لم تستمر طويلًا، إذ سرعان ما يطلب من أولياء الأمور استكمال الأوراق يدويًا في الإدارات التعليمية، وكأننا عدنا لنقطة الصفر.
ورغم هذا الواقع، تبقى الاستثناءات موجودة، ففي وسط المعاناة، يبرز موظفون ضمائرهم يقظة، يؤدون عملهم بجد وإخلاص بعيدًا عن أي مصلحة شخصية، تجربة شخصية خير شاهد على ذلك، حيث وقف موظفان لا معرفة مسبقة بيني وبينهما إلى جانبي في إنهاء معاملة معقدة تتعلق بالتحويلات المدرسية، دون انتظار مقابل سوى رضا ضمائرهم.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. لذا كلمة شكر وتقدير إلى الأستاذ سيد عاشور، مسؤول التعليم الثانوي بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، والأستاذ شهاب بمركز المعلومات بالمديرية، والأستاذ علي مندوه بإدارة أوسيم التعليمية، الذين جسدوا معنى الموظف الأمين الذي يعمل لخدمة الناس لا لتعطيلهم.

