مطاردة حتى الإفلاس
تواجه سارة ويليامز، المديرة السابقة لشؤون السياسة العامة في "فيسبوك"، مجموعة من الغرامات والدعاوى القضائية التي قد تؤدي بها إلى الإفلاس بعد نشر كتابها الذي فضح أسرار "ميتا" ومعاملاتها مع الصين والمراهقين. وفقًا لتقرير نشرته "غارديان"، حاولت "ميتا" إسكات ويليامز التي كانت تشغل منصب مدير السياسة العامة العالمية في "فيسبوك" قبل أن تتحدث عن الشركة وتكشف أسرارها.
قصة ويليامز بدأت مع "ميتا" عندما تحدثت عبر منصات التواصل الاجتماعي حول سلوكيات "فيسبوك" والثقافة العامة داخل الشركة، ثم طرحت كتابًا يتحدث عن الأمر ذاته تحت عنوان "كيرليس بيبول". كتاب ويليامز يعد شهادة حول فترة عملها داخل "فيسبوك". واتهمت ويليامز في كتابها "فيسبوك" بالسكوت عن التحرش الجنسي الذي حدث لها، وهو الأمر الذي أنكرته الشركة، وأكدت أن فصل ويليامز كان بسبب أدائها الوظيفي السيئ وسلوكها السام.
حصلت "ميتا" على حكم قضائي يوقف نشر مذكرات ويليامز، إذ اتهمتها الشركة بالازدراء وإفشاء أسرارها، وهو الأمر الذي دفع ويليامز للمثول أمام مجلس الشيوخ الأميركي متهمة "ميتا" بأنها تعمل مع الحكومة الصينية بشكل وثيق لتطوير أدوات القمع والرقابة على الإنترنت. ومن جانبها، أعلنت دار "بان ماكميلان" للنشر أن مذكرات ويليامز باعت سابقًا أكثر من 150 ألف نسخة، وحازت على لقب أفضل الكتب ذات الغلاف الصلب من "ذا صن داي تايمز".
مطاردة قانونية
وقالت لويز هايغ وزيرة النقل البريطانية السابقة أن ويليامز تواجه غرامة تصل إلى 50 ألف دولار في كل مرة تتحدث فيها عن الشركة بشكل ازدرائي بسبب قرارات المحكمة. وقالت هايغ إن "ميتا" تعمدت مطاردة ويليامز قانونيًا حتى أوشكت على الإفلاس. كانت هايغ أثارت قضية ويليامز مجددًا في مجلس العموم البريطاني أثناء الحديث عن حقوق الموظفين وقضايا العمل، وأضافت قائلة "أصدرت ميتا أمرًا بمنع النشر على سارة، وتحاول تغريمها 50,000 دولار أميركي عن كل خرق لهذا الأمر. وهي على وشك الإفلاس".
رد "ميتا"
وتتخذ "ميتا" موقفًا دفاعيًا عامًا ضد وضع ويليامز وحديث هايغ في مجلس العموم، إذ وضحت الشركة سابقًا بأن شهادة ويليامز حول علاقة الشركة بالصين هي "عارية تمامًا من الحقيقية ومليئة بالادعاءات الكاذبة"، كما أن كتابها هو خليط من "الادعاءات القديمة والتي ثبت كذبها". ثم أكدت الشركة أنها لم تجبر ويليامز على دفع الغرامة على الإطلاق، ولكن قرار المحكمة بإيقاف نشر الكتاب هو دليل دامغ على كونه كذبًا وتشهيرًا لم يكن ينبغي أن ينشر منذ البداية.
استجابة ويليامز
من جانبها، لم تظهر ويليامز أو تتحدث بشكل علني منذ ظهورها في مجلس النواب الأميركي في أبريل/نيسان الماضي، لكنها شاركت رسالة مع "غارديان" حثت فيها جميع العاملين في القطاع التقني على الكشف عن المخالفات التي ترتكبها شركاتهم قبل أن يتأذى المزيد من الأطفال. ووضح محامي ويليامز في بيان رسمي للصحيفة أن ويليامز تلتزم الصمت بسبب المسائل نفسها التي يقوم الكونغرس بالتحقيق فيها، وذلك رغم ارتفاع الأصوات المطالبة بإيقاف مطاردتها القضائية.

