أزمة الجفاف في العراق: تحديات وتهديدات
مقدمة
تجاهلت الحكومة العراقية تحذيرات الخبراء حول أزمة الجفاف التي تواجهها البلاد، وتسارعت في التدهور خلال السنوات الأخيرة. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 90% من مناطق الأهوار قد جفّت، مما يشكّل خطرًا على الأمن المائي والغذائي لمئات الآلاف من العراقيين.
أسباب الجفاف
ترجع أزمة الجفاف في العراق إلى عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض مناسيب المياه، وتراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار، وسوء إدارة المياه داخليًا، والانخفاض الكبير في معدلات الأمطار. وتؤكد التقارير أن الجفاف في مناطق الجنوب والفرات الأوسط قد بلغ مستويات غير مسبوقة، تهدد مصادر رزق نحو نصف مليون عائلة تعتمد بشكل مباشر على الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك والمهن البيئية المرتبطة بها.
تأثيرات الجفاف
تسببت أزمة الجفاف في خسائر بيئية جسيمة، وهجرة جماعية لسكان الأهوار، وانقراض العديد من الأنواع الحيوية، فضلًا عن التأثير المباشر على التنوع البيولوجي ومخزون الثروة الحيوانية. وقد باتت الصعوبات لا تقتصر على الزراعة فقط، بل شملت مياه الشرب في عدد من الأقضية والنواحي، وتزايدت معها حالات نفوق الأسماك والمواشي، ما يشكّل خطرًا على الصحة العامة والاستقرار المجتمعي.
حلول لمواجهة الجفاف
يُحمّل الخبراء الجهات الحكومية مسؤولية تأخّر الاستجابة، مشددين على ضرورة إطلاق خطة عاجلة ذات أبعاد فنية وسياسية ودبلوماسية، تتضمن تحسين إدارة الموارد المائية، وتفعيل اتفاقات المياه مع الدول المتشاطئة، ودعم الفلاحين بمشاريع تحلية وتنقيط وريّ حديث، بدلًا من الاعتماد على أنظمة الري القديمة التي تستنزف المياه بشكل غير مستدام.
مستقبل الأهوار
تُعد الأهوار إحدى أهم النظم البيئية في العراق، وقد أُدرجت سابقًا ضمن لائحة التراث العالمي. ومع ذلك، فإن تدهور الأهوار يهدد الأمن الوطني بمجمله، مع تزايد معدلات النزوح من المناطق الزراعية، وارتفاع نسب الفقر، وانكماش النشاط الزراعي في محافظات مثل ذي قار، وميسان، والمثنى، والديوانية، وأجزاء من بابل والنجف وكربلاء. ويجب على الحكومة العراقية أن تدرك أهمية مواجهة أزمة الجفاف، وتبذل جهودًا حثيثة لإنقاذ الأهوار والمناطق الزراعية من الجفاف.

