الخلافات بين العراق وتركيا
بغداد اليوم – بغداد
مع استمرار الخلافات بين العراق وتركيا حول ملفات أمنية وسياسية معقدة، أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي وصف فيها هيئة الحشد الشعبي بـ"المنظمة الإرهابية"، موجة من الرفض السياسي الواسع داخل العراق، باعتبارها تدخلاً مباشراً في الشأن السيادي ومحاولة مكشوفة للنيل من مؤسسة رسمية مرتبطة بمنظومة الدفاع الوطني.
ردود الأفعال على تصريحات أردوغان
وفي هذا السياق، أعلن تحالف الفتح، اليوم السبت (19 تموز 2025)، رفضه القاطع لهذه التصريحات، مؤكداً أنها تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، ولا تعكس سوى جهل بالسياق العراقي ومحاولات مستمرة لتأليب الرأي العام الإقليمي ضد مؤسسة قدمت التضحيات الكبرى دفاعاً عن العراق ووحدته.
وقال عضو التحالف محمود الحياني، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تحالف الفتح ينظر باستغراب شديد إلى التصريحات الصادرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تصف الحشد الشعبي بـ(المنظمة الإرهابية)، وهي تصريحات لا تستند! إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتفتقر إلى الحد الأدنى من الفهم للسياق العراقي ودور الحشد الشعبي في محاربة الإرهاب".
دور الحشد الشعبي في العراق
وبيّن الحياني أن "الحشد الشعبي هو مؤسسة رسمية عراقية تشكلت بفتوى دينية واستجابة لظروف استثنائية هددت وجود الدولة العراقية بأكملها، وقد كان له الدور الحاسم في دحر تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يسلم من جرائمه أي بلد في المنطقة، بما في ذلك تركيا نفسها".
التوصيف الإرهابي للحشد الشعبي
ويُنظر في بغداد إلى هذه التصريحات على أنها استهداف سياسي لا يخلو من دوافع إقليمية، يأتي ضمن سياق التصعيد المتبادل بين قوى إقليمية تتنافس على النفوذ في العراق، لا سيما أن الحشد الشعبي كان له الدور الأبرز في دحر تنظيم داعش الإرهابي، الذي لم يسلم من جرائمه أي بلد في المنطقة، بما فيها تركيا نفسها.
وأضاف، أن "توصيف الحشد الشعبي بالإرهاب لا يخدم إلا الأجندات المتطرفة، ويعد تدخلاً سافراً في الشأن العراقي، ومحاولة بائسة لتشويه من ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن السيادة والوحدة الوطنية"، مشدداً على أن "تحالف الفتح يرفض بشكل قاطع هذا التوصيف، ويعتبره تجاوزاً غير مقبول".
العلاقات الإقليمية المتوترة
وأكد الحياني أن "مواقف كهذه لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر في العلاقات الإقليمية، وتضر بمساعي الاستقرار التي تحتاجها شعوبنا جميعاً".
وأمس الجمعة (18 تموز 2025)، اعتبر إمام وخطيب جمعة النجف، صدر الدين القبانجي، أن تصريحات الرئيس التركي تهدف إلى ضرب التجربة السياسية العراقية وإضعاف السيادة الوطنية.
وقال القبانجي في خطبة صلاة الجمعة، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح بأن (الحشد منظمة إرهابية) لأنها مدعومة من إيران"، مؤكداً أن "هذا التصريح تقف وراءه أهداف خاصة، تتمثل بمحاولة إسقاط التجربة السياسية في العراق".
خلاف السيادة
تصريحات أردوغان جاءت في توقيت حساس سياسياً، بالتزامن مع مصادقة البرلمان العراقي على مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي، ما أعاد تثبيت الطابع القانوني لهذه المؤسسة، وربطها رسمياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وهو ما يجعل أي هجوم سياسي عليها من قبل دول الجوار، بمثابة تجاوز صريح على السيادة العراقية وقرارها الوطني المستقل.
