بغداد في مواجهة التحديات: بعد مطلب زعيم التيار الصدري بإغلاق السفارة الأمريكية
خلفية الأزمة
بعد مطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد على خلفية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد المدنيين بغزة، تؤشر جهات سياسية ثلاث نقاط مهمة قد تترتب على البلاد نتيجة هذا المطلب.
اغلاق السفارة والتداعيات
القيادي في ائتلاف النصر عقيل الرديني، يؤكد وجود ثلاث نقاط يجب الانتباه لها في دعوات اغلاق السفارة الأمريكية. وقال الرديني إن "أحداث الحرب في غزة مؤلمة وقاسية مع سقوط الآف الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال، ونحن نختلف مع دور واشنطن في الأحداث وكان عليها أن تكون محايدة وتتدخل لوقف إطلاق النار وليس لدعم العدوان".
مطالب اغلاق السفارة
أشار الرديني إلى أن "مطالب اغلاق السفارة الأمريكية يجب مراجعتها لأن كل السفارات الغربية يمكن أن تنسحب بإشارة من واشنطن وتذهب إلى قطع العلاقات". مبينا أن "بغداد تعيش ضمن منظومة دولية وعربية وإقليمية ولا يمكن أن تعيش بمفردها، خاصة وأن أموالها ليست بيدها وهي تستورد كل شيء ما يجعل أي قرار بهذا الاتجاه صعب ومعقد".
البديل عن إغلاق السفارة
وبين الرديني، أنه "بدلا من اغلاق السفارة الأمريكية يمكن استثمار علاقة العراق بها في الضغط لإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني، فضلا عن وجود أصدقاء". مشيرا إلى أن "اغلاق السفارة لن يؤدي إلى وقف الاعتداء على فلسطين بل يجب علينا أن نضغط باتجاه وقف نزيف الدماء من غزة وبقية المدن التي تئن يوميا من القصف والعدوان".
ردود الأفعال
وفي 27 تشرين الأول 2023، وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طلبا إلى الحكومة والبرلمان بالتصويت على غلق السفارة الأمريكية في العراق، بسبب دعم الأخيرة اللامحدود للصهاينة ضد غزة. وقال الصدر إن "من منطلق نصرة المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها، أطالب الحكومة العراقية والبرلمان العراقي بكل فئاته وتوجهاته ولأول مرة ولأجل مصالح عامة لا خاصة بالتصويت على غلق السفارة الأمريكية في العراق لدعم الأمريكي اللامحدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة".
قلق أمريكي من الدعوات
فيما كشف مصدر مطلع، في 1 تشرين الثاني 2023، عن لقاءات سرية مكثفة بين السفيرة الأمريكية في بغداد إلينا رومانوسكي، وعدد من القادة السياسيين، نتيجة قلق أمريكي من دعوات غلق السفارة. وقال المصدر إن "رغم المواقف المتباينة للقوى السياسية حيال الأحداث في قطاع غزة ووجود فصائل مسلحة عراقية أعلنت بشكل علني بدء استهداف المعسكرات التي تنتشر بها قوات أمريكية، لكن الجانب الأمريكي لم يتوقع أن تصدر دعوات معلنة لإغلاق السفارة الأمريكية خاصة من شخصيات مؤثرة في المشهد العراقي في إشارة إلى زعيم التيار الصدري".