إندونيسيا: دولة الجزر والبراكين
تقع إندونيسيا، التي تعد أكبر دولة جُزرية في العالم، على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي المنطقة الأكثر نشاطا جيولوجيا على وجه الأرض. وتعتبر الزلازل والانفجارات البركانية شائعة على طول هذا الحزام، وتضم إندونيسيا بين أركانها حوالي 130 بركانا نشطا.
أسطورة القارب المقلوب
يعد بركان "تانجكوبان بيراهو" في جزيرة جاوة أحد أشهر هذه البراكين. ويعني اسم هذا البركان "القارب المقلوب"، استنادا إلى شكله؛ حيث إنه يتخذ شكل القارب المقلوب. وفقا للأسطورة، تشكل البركان عندما حاول شاب يدعى "سانجكوريانج" بناء قارب عملاق بين عشية وضحاها للفوز بقلب والدته، التي تدعى "دايانج سومبي". وعندما فشل ذلك، قيل إنه ركل القارب غير المكتمل بسبب الإحباط، مما تسبب في انقلابه، ومن ثم تشكل الجبل.
فوهة "راتو"
يمكن للسياح الوصول إلى قمة "تانجكوبان بيراهو" الواقعة على ارتفاع حوالي 2000 متر للاستمتاع بمناظر خلابة على حوض فوهة "راتو"، بما في ذلك بحيرة زرقاء لامعة. كما تتصاعد الأبخرة الساخنة من الشقوق في الصخور البركانية الخالية من النباتات، وتدغدغ رائحة الكبريت الأنف. ويعطي الرماد والحمم البركانية المبردة المنحدرات مظهرا يشبه سطح القمر. يمكن للسياح استكشاف فوهة "راتو" في جولات بواسطة السيارات أو الخيول أو سيرا على الأقدام حتى وقت مبكر بعد الظهر. وعلى حافة فوهة "راتو" يوجد مسجد أزرق لامع.
جولة بركانية
هناك حوالي 12 حفرة أخرى أصغر حجما، ثلاثة منها أيضا وجهات شهيرة، على الرغم من أنها أكثر صعوبة بعض الشيء ولا يمكن الوصول إليها إلا سيرا على الأقدام. وتحظى فوهة "دوماس"، التي تقع في أسفل الجبل بقليل، بشعبية خاصة بسبب ينابيعها الساخنة. جدير بالذكر، كانت آخر مرة ثار فيها البركان متعدد الطبقات في عام 2013؛ حيث قذف عمودا من الرماد بارتفاع 500 متر في السماء بعد أن ظل "نائما" لمدة 30 عاما تقريبا. ولم تقع وفيات أو إصابات.