الجنف: تحدي طبي معقد
يمثل الجنف خلال فترة النمو تحدياً طبياً معقداً لا يقتصر على التشوه الهيكلي للعمود الفقري ، بل يمتد ليشمل التأثيرات الوظيفية والنفسية طويلة الأمد على الطفل والمراهق.
تقنية الربط الفقري الجانبي (VBT)
برزت تقنية الربط الفقري الجانبي (Vertebral Body Tethering – VBT) كنهج علاجي ديناميكي مبتكر يعتمد على مبدأ توجيه النمو بدلاً من إيقافه، ما يجعلها خياراً ثورياً في علاج الجنف لدى المرضى في مرحلة النمو المستمر.
مبدأ العمل
تعتمد تقنية VBT على تصحيح الانحناء بشكل تدريجي من خلال استغلال القدرة الطبيعية للفقرات على النمو، مع الحفاظ على حركة العمود الفقري ومرونته الوظيفية، على عكس الجراحات التقليدية التي تعتمد على التثبيت الصلب وتحد من الحركة.
الأهمية الحقيقية
الأهمية الحقيقية لهذا النهج لا تكمن في الجانب الجراحي وحده، بل أيضاً في فلسفة العلاج الشامل التي تضع المريض في مركز القرار العلاجي؛ فالحفاظ على المرونة الجسدية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحفاظ على المرونة النفسية والانفعالية، خاصة في مرحلة عمرية حساسة تتشكل فيها صورة الذات والثقة بالنفس.
الفوائد النفسية
إن القدرة على الحركة بحرية، والمشاركة في الأنشطة اليومية والرياضية، دون الشعور بالقيود الجسدية، تلعبان دوراً محورياً في الدعم النفسي للمريض، وتحسين جودة حياته.
الريادة والمسؤولية الطبية
ومن منطلق الريادة والمسؤولية الطبية، فإن امتلاك المعرفة والخبرة في جميع التقنيات العلاجية المتاحة للجنف، سواء التحفظية، أو الجراحية التقليدية، أو التقنيات الديناميكية الحديثة مثل VBT، يمنح الفريق الطبي القدرة على اختيار العلاج الأنسب لكل حالة على حدة، فليس الهدف تطبيق تقنية واحدة على جميع المرضى، بل تقديم علاج فردي دقيق مبني على العمر، ودرجة النمو، ومرونة الانحناء، والاحتياجات الجسدية والنفسية للمريض.
النهج الفردي المتكامل
إن هذا النهج الفردي المتكامل هو ما يصنع الفارق الحقيقي، ويمهد الطريق للريادة في علاج الجنف الحديث، حيث لا يكون النجاح في تصحيح العمود الفقري فقط، بل في بناء إنسان متوازن، مرن، وواثق في مستقبله.

