اكتشاف حاسبة إلكترونية مبتكرة لتحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب
كشفت دراسة طبية حديثة عن تطوير حاسبة إلكترونية مبتكرة قادرة على تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى البالغين الشباب قبل ثلاثة عقود كاملة من حدوثها.
الأداة متاحة مجاناً ومُصممة للفئة العمرية بين 30 و59 عاماً، وتعتمد على قياسات صحية متوفرة لدى معظم الناس، ما يجعل استخدامها بسيطاً، لكن تأثيرها الطبي كبيراً.
كيف تعمل الحاسبة الجديدة على كشف الخطر؟
تعتمد الأداة على جمع المؤشرات الصحية الأساسية وتحليلها باستخدام معادلات جمعية القلب الأمريكية المعروفة باسم PREVENT.
وتشمل هذه المؤشرات ضغط الدم، مستوى الكوليسترول، تاريخ التدخين، وجود السكري، ووضع وظائف الكلى.
بعد إدخال المعلومات، يحصل المستخدم على تقييم دقيق لمخاطر تعرضه لنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو فشل في القلب خلال الثلاثين عاماً القادمة.
كما تقدم الحاسبة ترتيباً مئوياً يوضح موقع الشخص مقارنة بمئة شخص من نفس العمر والجنس، ما يمنح المستخدم تصوراً واضحاً عن مستوى الخطر الذي يواجهه.
تفاصيل الدراسة العلمية التي تقف وراء الابتكار
ونُشرت الدراسة في 17 نوفمبر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، واعتمدت على بيانات تم جمعها بين 2011 و2020 من المسح الوطني للصحة والتغذية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض.
قام الباحثون بتحليل معلومات نحو 8700 بالغ غير مصاب بأمراض قلبية مسبقة، وكان متوسط أعمار الرجال 44 عاماً والنساء 45 عاماً.
وتمكن العلماء من خلال البيانات والمقاييس المعتمدة، من بناء نموذج حسابي دقيق يرسم صورة مستقبلية لخطر الإصابة بالأمراض القلبية للأفراد خلال فترة تمتد إلى 30 عاماً.
جرس إنذار مبكر للشباب مع تصاعد أمراض القلب
أكد الباحثون أن هذه الأداة الأولى من نوعها تأتي في وقت ترتفع فيه معدلات الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة بين فئة الشباب، ما يزيد من أهمية التدخل المبكر.
وأوضحت سادية خان، أستاذة علم الأوبئة القلبية بجامعة نورث وسترن، أن تقديم النتائج بأسلوب يجعل المرضى يدركون خطورة وضعهم بصورة مباشرة، خاصة عندما يجد المستخدم نفسه ضمن مؤشر عالي الخطورة.
وأضافت أن الوقاية من أمراض القلب تشبه الادخار للتقاعد، فهي عملية تبدأ مبكراً وتقلل المخاطر على المدى الطويل.
ماذا تعني هذه الأداة لمستقبل صحة القلب؟
لا يقدم هذا الابتكار مجرد أرقام على شاشة؛ بل يفتح الباب أمام تحول كبير في كيفية التعامل مع الوقاية من أمراض القلب.
كما يساعد الشباب على فهم المخاطر الصحية، ويشجعهم على تغيير نمط حياتهم قبل فوات الأوان، مثل الإقلاع عن التدخين أو إدخال تحسينات كبيرة على النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة بانتظام.
ويمنح الأطباء وسيلة قوية لمناقشة المخاطر الواقعية مع المرضى وتحفيزهم على الالتزام بأسلوب حياة صحي.

