سرطان الرئة: التطورات الطبية وتحسين فرص البقاء
تقدم في التشخيص والعلاج
أدى التقدم في مجال الطب إلى تحسين فرص البقاء لمرضى سرطان الرئة، حيث أصبحت نسبة النجاة أعلى بكثير مقارنة بالعقد الماضي. وفقًا للدكتور حسان جعفر، استشاري طب الأورام، فإن السنوات العشر الأخيرة شهدت طفرة كبيرة في تشخيص وعلاج المرض، مما انعكس إيجابيًا على ارتفاع نسب النجاة وتحسين جودة الحياة.
أسباب الإصابة بسرطان الرئة
يعتبر التدخين بمختلف أشكاله العامل الأول المسبب لسرطان الرئة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والنكهات التي يروج لها البعض باعتبارها أكثر أمانًا.然而، تظهر الدراسات أن هذه الأنواع تحمل مخاطر قد تكون مماثلة أو أعلى في بعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، يلفت الدكتور جعفر إلى أن تلوث الهواء والتعرض المتكرر للمواد الكيميائية في بيئات العمل من العوامل المهمة لزيادة احتمالات الإصابة، إضافة إلى وجود عوامل وراثية لدى نسبة بسيطة من المرضى.
الكشف المبكر عن سرطان الرئة
يوضح الدكتور جعفر أن التصوير المقطعي منخفض الجرعة (LDCT) يعد اليوم الأداة الأكثر فعالية للكشف المبكر عن سرطان الرئة. أظهرت دراسات عالمية انخفاضًا في الوفيات بنسبة تتراوح بين 20% و24% لدى الفئات عالية الخطورة، وخاصة المدخنين الحاليين أو السابقين ممن تجاوزت مدة تدخينهم 20 سنة. عادة ما تشمل هذه الفئة الأشخاص بين 55 و80 عامًا، إلا أن الأطباء بدأوا يلاحظون تسجيل إصابات لدى أشخاص في الأربعينيات من العمر.
الاختلافات حسب الجنس
يشير الدكتور جعفر إلى أن الرجال لا يزالون الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بسبب ارتفاع معدلات التدخين، إلا أن نسب الإصابة لدى النساء غير المدخنات آخذة بالارتفاع أيضًا نتيجة عوامل وراثية أو التعرض للتلوث أو الطهو باستخدام مصادر غير آمنة. هذا يؤكد على أهمية رفع مستوى الوعي بين النساء وعدم تجاهل أي أعراض مبكرة.
التطورات في العلاج
يعمل العلماء على تحليل طفرات جينية مختلفة، مثل EGFR، ALK، ROS1، KRAS، MET وغيرها، مما يسمح باختيار العلاج الموجه الأكثر ملاءمة لكل حالة. تشير الأبحاث إلى أن هذه العلاجات تحقق استجابات قد تمتد لأكثر من عامين وتحسن جودة الحياة مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
العلاجات المناعية
أحدثت العلاجات المناعية ثورة حقيقية في التعامل مع سرطان الرئة، حيث تعتمد على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية. يصبح العلاج المناعي خطًا أوليًا في كثير من الحالات، خصوصًا لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من بروتين PD-L1، وقد ساهم في إطالة عمر المرضى في المراحل المتقدمة بشكل غير مسبوق.
الجراحة الروبوتية
في الجانب الجراحي، يشير الدكتور جعفر إلى التطور اللافت في الجراحات طفيفة التوغل، مثل الجراحة الروبوتية وجراحة المنفذ الواحد، والتي تقلل الألم والمضاعفات وتسرع فترة النقاهة، ما يتيح للمريض العودة إلى حياته الطبيعية خلال فترة أقصر مقارنة بالجراحة التقليدية.
آفاق المستقبل
يؤكد الدكتور جعفر أن سرطان الرئة لم يعد حكمًا نهائيًا كما كان ينظر إليه سابقًا، لافتًا إلى أن الاكتشاف المبكر واستخدام العلاجات الحديثة يمنحان المريض فرصة حقيقية للحياة. يوصي المدخنين بإجراء الفحص السنوي دون انتظار ظهور الأعراض، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ بالإقلاع عن التدخين وتحسين جودة الهواء واعتماد نمط حياة صحي. مع تقدم التقنيات، يبدو أن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة لمرضى سرطان الرئة.

