مخاطر الشتاء
تتزايد فرص الإصابة بالعدوى والفيروسات في موسم الشتاء، إذ يقلل من فاعلية الخلايا المناعية ويؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية في الأنف، وبالتالي يكون أكثر عرضة للالتهابات المتكررة، خاصة لدى أصحاب المناعة المنخفضة ومرضى الأنيميا والأطفال.
الأسباب
يقول د. سلام كشمولة، استشاري طب الأسرة، إن فصل الشتاء يتسم بالهواء البارد والجاف والازدحام الداخلي، ما يعزز انتشار فيروسات الجهاز التنفسي، ويُضعف دفاعات الرئة، ويسهم في معاناة المصابين بضعف المناعة أو أمراض الرئة المزمنة (الربو، الانسداد الرئوي المزمن)، من جفاف المجاري الهوائية، ويتباطأ خروج المخاط، وتنقبض الأوعية الدموية، ما يُسهّل انتشار العدوى، وزيادة شدة النوبات وتكرارها، وتفاقم ضيق التنفس والسعال والصفير، ومخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
المخاطر
ويضيف د. كشمولة: يعتبر مرضى نقص المناعة والرئة المزمنة وكبار السن، أكثر عرضة للإصابة خلال فصل الشتاء، ويمكن أن يُهيج الهواء البارد مجاري الهواء ويضيقها بشكل مباشر، ما يزيد الالتهاب، وتثبيط آلية التنظيف الذاتي الطبيعية للرئتين (التصفية المخاطية الهدبية)، ما يسمح للجراثيم بالبقاء، كما يصاحب الموسم البارد انتشاراً كبيراً لالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، كما تتسبب في قلة النشاط البدني، وانخفاض الرطوبة، ونقص التعرض لضوء الشمس، وقدرة الجسم على الصمود.
العدوى المتكررة
يذكر د. كشمولة، أن العدوى المتكررة وتفاقمها يؤدي إلى حالة طارئة وانخفاض تدريجي في وظائف الرئة مع مرور الوقت، ولذلك يجب التركيز على الوقاية، والتدخل المبكر، وتقوية مناعة الجسم، وأخذ لقاح الإنفلونزا السنوي، لأن التطعيم يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطِرة.
الأنيميا
يوضح د. جيمي جوزيف، مختص الطب الباطني والسكري، أن مرضى فقر الدم من الأشخاص الأكثر معاناة خلال فصل الشتاء، نتيجة تفاقم انخفاض الهيموغلوبين أو عدد خلايا الدم الحمراء نتيجة التعرض للبرد، أو العدوى الموسمية، أو العوامل المناعية والتغذوية.
أسباب فقر الدم
ويضيف د. جوزيف أن فقر الدم المرتبط بالبرد أو المتفاقم في الشتاء ينشأ نتيجة لأسباب متعددة، ومن بينها:
- انحلال الدم المناعي الذاتي، حيث ترتبط أجسام مضادة من نوع «IgM» بخلايا الدم الحمراء عند درجات حرارة منخفضة، ما يُسبب تدميراً مناعياً.
- تثبيط نخاع العظم بسبب فيروس بارفو B19 الشائع في حالات تفشي المرض في الشتاء، حيث يُوقف الفيروس إنتاجه.
- فقر الدم الناتج عن الأمراض الحادة، نتيجة حدوث العدوى الحادة، مثل: الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي والالتهابات، ما يُسبب فقر الدم الوظيفي الناتج عن نقص الحديد.
- نقص التغذية الذي يُسبب نقص الحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12 سوء التغذية.
الأطفال
تبين د. شروتي بونابو، اختصاصية طب الأطفال، أن إصابة معظم الأطفال الصغار في مرحلة الحضانة أو ما قبل المدرسة بما يصل إلى 12 نزلة برد في السنة، يُعتبر ضمن المعدل الطبيعي، وعادةً ما يُصاب الأطفال بالعدوى بنحو سبع إلى ثماني مرّات سنوياً، وقد يرتفع هذا العدد لدى الذين يذهبون إلى المدرسة.
الوقاية
تنصح د. شروتي بونابو بحماية الأطفال من الأمراض خلال فصل الشتاء، عن طريق أخذ اللقاحات الطبية، وأساليب العناية المنزلية التي تتمثل في مجموعة من التدابير الوقائية اليومية، تبدأ بتوعية الصغار بأهمية غسل اليدين جيداً وبانتظام، وتشجيعهم على تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام المنديل أو المرفق.

