الرياضة العراقية بين السياسة والتراجع
واقع معقد
تواجه الرياضة العراقية وضعاً معقداً يمتد إلى ما وراء تراجع النتائج. فالنفوذ السياسي والعائلي داخل الأندية والاتحادات أصبح ظاهرة مستمرة، مما يحول دون استقلاليتها وتطويرها. هذا الوضع يؤثر على القرارات الإدارية والفنية، ويجعل من الرياضة العراقية قطاعاً متأثراً بالسياسة أكثر من كونه مؤسسة رياضية.
تأثير السياسة على الرياضة
رؤساء الأندية واللاعبون السابقون يشيرون إلى تغير واضح في طريقة إدارة المؤسسات الرياضية. القرارات لا تُبنى على المعايير المهنية أو الخبرة الفنية، بل ترتبط بولاءات سياسية تبحث عن حضور داخل المجتمع الرياضي. هذا التوجه أدى إلى فقدان الأندية استقلاليتها، وأضعف القدرة على تطوير البنية الفنية، وخلق حالة من الاضطراب في آليات اتخاذ القرار.
رؤية رؤساء الأندية واللاعبين
رئيس نادي شهربان الرياضي لطيف التميمي يؤكد أن تصريحات رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال حول تدخل السياسة في الرياضة تعكس واقعاً موجوداً. يشير إلى أن بعض الأندية أصبحت خاضعة لتفاهمات خارج الوسط الرياضي، ما أدى إلى تقويض العمل الفني والإداري فيها. اللاعب السابق حسن علي إبراهيم يرى أن القوى السياسية تنظر إلى الأندية باعتبارها مساحة للتأثير على جمهور واسع من الشباب، وهو ما يدفع هذه القوى إلى محاولة تثبيت وجودها داخل المؤسسات الرياضية.
الآثار السلبية
التصريحات الأخيرة لرئيس اتحاد الكرة عدنان درجال أظهرت مستوى القلق داخل المؤسسة الرياضية. يؤكد أن السياسة باتت تمسك بمفاصل كرة القدم، وأنه سيطرح هذا الملف على القيادات السياسية بشكل مباشر. هذا الموقف يمثل إشارة واضحة إلى أن الأزمة تجاوزت حدود الخلافات الإدارية وأصبحت مرتبطة بموقع القرار داخل الرياضة نفسها. التدخلات السياسية أعادت إلى الواجهة صوراً قاسية من تاريخ الرياضة العراقية، حيث تحولت الأندية والاتحادات إلى مساحة تخضع لسطوة السلطة.
الحاجة إلى الإصلاح
المختصون يشيرون إلى أن ما يجري اليوم يحمل تشابهاً واضحاً في الطريقة لا في المستوى، إذ أن إدخال القوى السياسية في صلب إدارة الأندية والاتحادات يجعل القرار الرياضي رهينة لجهات خارج الملعب. يؤكدون أن أي استمرار لهذا المسار سيضع الرياضة أمام نسخة جديدة من المركزية السياسية التي جرّبتها البلاد سابقاً. الحاجة ملحة لإجراءات حقيقية تعيد للرياضة استقلاليتها، قبل أن تتحول إلى قطاع مشلول بالكامل يصعب إصلاحه في المستقبل.

