اكتب مقالاً عن
+أ-أ
بغداد اليوم – متابعة
كشف باحثون في الأمن السيبراني، اليوم الأربعاء (19 تشرين الثاني 2025)، أن الثغرة التي أدت إلى جمع وتحميل بيانات نحو 3.5 مليار رقم هاتف لمستخدمي واتساب حول العالم، بينها صور ملفات شخصية وأوصاف حسابات، كانت معروفة لدى الشركة المالكة للتطبيق منذ عام 2017، من دون اتخاذ أي إجراء فعلي لمنع استغلالها.
وبحسب المعلومات التي كشفت حديثا، فإن مهندس البرمجيات والباحث الأمني الهولندي لوران كلويزه أبلغ فريق واتساب قبل ثمانية أعوام عن وجود خلل يسمح بتجميع أرقام المستخدمين والتحقق منها آلياً عبر آلية “اكتشاف جهات الاتصال”، لكن الشركة تجاهلت التحذير بشكل كامل، ما أبقى الباب مفتوحاً أمام أي جهة تمتلك أدوات المعالجة الضخمة لجمع بيانات المستخدمين.
ما الذي اكتشفه الباحثون الآن؟
أوضح فريق من جامعة فيينا أن الثغرة أتاحت لهم إدخال ملايين الأرقام في الساعة الواحدة للتحقق مما إذا كانت تستخدم واتساب أم لا، وهو ما سمح بتجميع قاعدة بيانات هائلة تضم نحو 3.5 مليار رقم، إضافة إلى الوصول إلى صور ملفات شخصية لنحو 57 بالمئة من تلك الحسابات.
ورغم أن البيانات التي تم الوصول إليها لا تشمل محتوى المحادثات المشفرة، إلا أن حجم التسريب يعد الأكبر من نوعه، خصوصاً أن قاعدة الأرقام المجمعة مطابقة تقريباً لعدد مستخدمي التطبيق حول العالم.
موقف الشركة المالكة واتخاذ الإجراءات المتأخرة
تشير التقارير التقنية إلى أن شركة ميتا بدأت فقط خلال الأسابيع الماضية بتنفيذ إجراءات الحد من الاستعلامات الآلية على خوادم واتساب، وهي خطوة كان من الممكن أن تُتخذ منذ عام 2017 عند أول تنبيه من الباحث الهولندي، ما كان سيمنع إمكانية جمع مليارات الأرقام بهذه السهولة.
وبحسب الباحثين، لم تُظهر الشركة أي دليل على أن جهة خبيثة استغلت الثغرة خلال السنوات الماضية، لكنها لم تعلن أيضاً عن نتائج تدقيق أمني شامل يثبت ذلك، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات عدة تتعلق بمصير تلك البيانات وحجم الجهات التي قد تكون استفادت منها.
مخاوف عالمية وتحذيرات للمستخدمين
يحذر مختصون في الأمن السيبراني من أن البيانات المجمعة يمكن أن تستخدم في حملات احتيال، أو إرسال رسائل مزعجة، أو استهداف مجموعات معينة في دول تخضع لرقابة صارمة على الاتصالات، مؤكدين أن تسريب رقم هاتف وصورة الملف الشخصي كافيان لبدء عمليات اصطياد واختراق تعتمد على الهندسة الاجتماعية.
وينصح الخبراء المستخدمين بمراجعة إعدادات الخصوصية في واتساب، وتقييد عرض صور الملف الشخصي ونبذة الحساب، وعدم تركها متاحة للجميع.
وتكشف هذه الواقعة واحدة من أكبر الثغرات في تاريخ منصات التواصل، ليس فقط بحجم ما تم جمعه من بيانات، بل بالفترة الطويلة التي تُركت فيها الثغرة من دون علاج رغم وصول بلاغ رسمي عنها منذ ثمانية أعوام. ويثير هذا التساؤلات مجدداً حول مدى التزام شركات التكنولوجيا بحماية بيانات المستخدمين، وكيف يمكن أن يتحول أي خلل غير معالج إلى مخزن ضخم يُستغل في لحظة ما.
المصدر: موقع أكس+ وكالات
باللغة العربية لتسهيل قراءته. حدّد المحتوى باستخدام عناوين أو عناوين فرعية مناسبة (h1، h2، h3، h4، h5، h6) واجعله فريدًا. احذف العنوان. يجب أن يكون المقال فريدًا فقط، ولا أريد إضافة أي معلومات إضافية أو نص جاهز، مثل: “هذه المقالة عبارة عن إعادة صياغة”: أو “هذا المحتوى عبارة عن إعادة صياغة”:

