حصار سراييفو: تحقيق إيطالي في "سياحة القنص" على سكان المدينة المحاصرة
حصار سراييفو
بعد نحو 29 عاماً على حصار سراييفو، أطول حصار في الحروب الحديثة، فتح الادعاء العام في ميلانو تحقيقاً يزعم أن سياحاً أثرياء من أوروبا دفعوا لأفراد من الجيش الصربي البوسني مقابل فرصة الاستمتاع بإطلاق النار على سكان المدينة المحاصرة، فيما تسمى بـ"سياحة القنص".
سياحة القنص
من بين الأحداث الدرامية الدامية التي شهدها حصار سراييفو، ظلت قصة رحلة سفاري بشرية طي الكتمان، ولم يكن يعلم كثر أن من يقاتلون إلى جانب الصرب ليسوا جيش صرب البوسنة وحسب، بل أيضاً مجموعة صغيرة سرية، عبارة عن أجانب أثرياء دفعوا مبالغ طائلة مقابل فرصة إطلاق النار على سكان المدينة المحاصرة.
إيطاليون وجنسيات غربية أخرى
وجهت الاتهامات إلى مجموعات من الإيطاليين وجنسيات غربية أخرى، يُطلق عليهم "سياح القنص"، قالت التقارير التي نشرتها صحف إيطالية، بجانب الصحيفة البريطانية "بأنهم شاركوا في المجزرة بعدما دفعوا مبالغ كبيرة لجنود من جيش رادوفان كارادجيتش – الزعيم الصربي البوسني السابق الذي أُدين عام 2016 بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية – من أجل نقلهم إلى التلال المحيطة بسراييفو ليطلقوا النار على السكان للمتعة فقط".
"سفاري سراييفو"
يقول الكاتب الإيطالي إتسيو غافازيني الذي تقدم بالشكوى، إنه قرأ للمرة الأولى عن مزاعم "سياحة القنص" في الصحافة الإيطالية خلال التسعينيات، لكنه لم يبدأ البحث الجدي إلا بعد مشاهدته الفيلم الوثائقي "سفاري سراييفو". وفي الفيلم ادعى جندي صربي سابق ومتعهد أن مجموعات من الغربيين كانت تطلق النار على المدنيين من التلال المحيطة بسراييفو، لكن قدامى المحاربين الصرب نفوا بشدة هذه الادعاءات.
اللامبالاة بالشر
أضاف غافازيني "لم تكن هناك دوافع سياسية أو دينية، كانوا أناساً أثرياء ذهبوا بدافع المتعة والإشباع الشخصي، نحن نتحدث عن أشخاص يحبون الأسلحة، ربما يذهبون عادة إلى ميادين الرماية أو في رحلات سفاري في أفريقيا". والمشتبه فيهم من أبناء جلدته الإيطاليين كانوا يجتمعون في مدينة ترييستي شمال إيطاليا ثم يسافرون إلى بلغراد، وفق قوله، حيث كان جنود صرب البوسنة يرافقونهم إلى تلال سراييفو، ويقول "كان هناك تدفق من سياح الحرب الذين يذهبون إلى هناك لإطلاق النار على الناس".

