بغداد في لحظة حرجة: هل يبقى السوداني خياراً لولاية ثانية؟
قرار الاتحادية يضغط على الإطار التنسيقي
يعيش الإطار التنسيقي في العراق لحظة حرجة بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية بتفسير المادة 56 من الدستور، الذي أعاد ضبط المواعيد الدستورية وحدد مسار انتقال السلطة بدقة. هذا القرار وضع الإطار أمام مفترق طرق سياسي لا يحتمل التأجيل، حيث أصبحت مهمة اختيار المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة أمراً ضاغطاً.
حركة داخلية بلا أسماء معلنة
عضو الإطار التنسيقي، عدي عبد الهادي، أكد أن قوى الإطار لم تطرح حتى الآن أي أسماء رسمية لتولي رئاسة الحكومة. كل ما يجري تداوله هو اجتهادات وتسريبات تحاول بعض الأطراف السياسية توظيفها لصناعة واقع إعلامي يسبق الوقائع الحقيقية. يؤكد أن اجتماع الإطار المرتقب سيكون مفصلياً، حيث سيتناول مباشرة تداعيات قرار الاتحادية باعتباره نقطة عبور نحو مرحلة اختيار الرئيس الجديد للحكومة.
اجتماع لافت مع السوداني… ومؤشرات على إعادة رسم المشهد
يتزامن الحراك الداخلي للإطار مع اجتماع يعقده قادته مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. هذا التزامن يعكس لحظة سياسية متحركة ويشير إلى أن الإطار يحاول موازنة أوراقه داخلياً قبل الدخول إلى مفاوضات الساعات الصعبة مع القوى السنية والكردية.
قرار الاتحادية… تسريع لا تباطؤ
أعاد قرار المحكمة الاتحادية رسم الخارطة السياسية بوضوح، ليس فقط بتحديد موعد انتهاء الدورة النيابية، وإنما أيضاً بوضع الحكومة ضمن تصريف الأعمال. هذا يعني أن الإطار بات أمام تسارع زمني يجبره على حسم خياراته خلال أسابيع قليلة. يشير عبد الهادي إلى أن صورة المرشحين قد تتضح خلال أسبوعين أو ثلاثة، مع دخول المشهد مرحلة أكثر حساسية وضغطاً.
السوداني… خيار واقعي لم يغادر الطاولة
في ظل تضارب التسريبات، عاد اسم السوداني للواجهة مجدداً. القيادي في تيار الحكمة، حسن فدعم، أكد أن السوداني "أحد الأسماء المطروحة لولاية ثانية وهو جزء من الإطار التنسيقي". لافتاً إلى أن تمرير ترشيحه سيكون سهلاً إذا ما اتفقت قوى الإطار عليه، نظراً إلى شبكة علاقاته الداخلية والإقليمية والدولية.
السنة والكرد… مراقبة حذرة وفرص تفاوضية
القوى السنية تراقب المشهد بحذر مدروس. خريطة نفوذها تغيرت بعد الانتخابات، وهي تدرك أن الدخول في صراع حول رئاسة الوزراء سيؤجل استحقاقاتها. من هنا، ينظر جزء واسع من هذه القوى إلى إعادة تكليف السوداني كخيار يمكن البناء عليه إذا تضمن شراكة سياسية واضحة وحصة محسوسة من المشاريع والملفات الخدمية داخل المحافظات.
التأثير الإقليمي والدولي… بغداد ضمن معادلة أوسع
طهران تلعب دوراً محورياً في خلفية المشهد. إيران، التي تراقب إعادة تشكيل السلطة في بغداد، تشجع على مسار يحافظ على تماسك البيت الشيعي. بعض دوائر القرار الإيرانية تميل إلى التجديد للسوداني باعتباره خياراً يضمن الاستقرار، بينما ترى تيارات أخرى أن المرحلة قد تتطلب وجهاً جديداً يمنحها مساحة أوسع للتأثير.
مرحلة الحسم بدأت
يدخل الإطار التنسيقي واحدة من أكثر المحطات المصيرية في تاريخه بعد 2003. المشهد لم يُحسم بعد، لكنه يتبلور تدريجياً. الهدوء الظاهر يخفي موجة واسعة من الحراك خلف الكواليس، فيما ينتظر الداخل والخارج إشارة واحدة: هل يُعاد إنتاج التجربة الحالية بولاية ثانية للسوداني، أم تشهد بغداد تغييراً يعيد صياغة ميزان السلطة؟

