الإطار التنسيقي يؤكد تمسكه بالسوداني
عدم نية لتشكيل كتلة برلمانية بعيداً عن رئيس الوزراء
في خضم كثافة الأخبار المتداولة عن انقسامات داخل الإطار التنسيقي، ومباحثات خلف الكواليس لتشكيل تكتل برلماني جديد بعيداً عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وائتلافه الإعمار والتنمية، جاء تصريح عضو الإطار محمود الحياني ليضع سقفاً سياسياً واضحاً حول مستقبل التحالفات داخل البيت الشيعي. فالحياني يؤكد عدم وجود أي نية لتشكيل كتلة كبيرة بمعزل عن السوداني، نافياً ما تردد في بعض الأوساط عن تكتلات بديلة أو محاولات إعادة رسم مركز القرار داخل البرلمان الجديد.
تصريحات الحياني
قال الحياني إن "لا توجد نية لدى قوى الإطار لتشكيل كتلة برلمانية كبيرة بعيداً عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وائتلافه، وأي تحركات سياسية داخل البرلمان الجديد ستكون منسقة ومبنية على مبدأ الشراكة". وأضاف أن "ما يطرح من أحاديث عن تشكيل تكتل جديد هو عار عن الصحة ولا يستند إلى أي معطيات واقعية".
خلفية سياسية
هذه التصريحات تأتي في لحظة امتلأت فيها الساحة السياسية بتقارير متباينة، بعضها تحدث عن خلافات حادة داخل الإطار بشأن حجم تمثيل السوداني في الحكومة المقبلة، وأخرى أشارت إلى رغبة بعض أطراف الإطار باستعادة زمام المبادرة داخل البرلمان بعد نتائج الانتخابات التي كرست موقع السوداني كأوسع الفائزين على المستوى الوطني.
ردود الفعل السياسية
وبحسب مصادر سياسية، شهدت الأيام الماضية تسريب معلومات عن اجتماعات مغلقة عقدها قادة في الإطار لمحاولة رسم شكل التكتل الأكبر داخل البرلمان، بينها حديث عن اختلاف في أولويات بعض القوى، وملفات تتعلق بتوزيع الحكومة المقبلة، وتعامل الإطار مع مطالب المكونات الأخرى، خصوصاً السنية والكردية.
تأثير التصريحات
إلا أن التصريح الأخير للحياني يعيد ترتيب الصورة، ويشير إلى رغبة واضحة داخل الإطار في إبقاء العلاقة مع السوداني على قاعدة التحالف الوثيق، ليس فقط لأسباب انتخابية، بل لأن الاستقرار الحكومي المقبل سيعتمد على كتلة سياسية متماسكة يمكنها إدارة التوازنات الواسعة داخل البرلمان الجديد.
تحليل سياسي
ويرى خبراء في شؤون التحالفات أن الإطار التنسيقي يدرك أن قوة رئيس الوزراء اليوم لا تأتي فقط من عدد مقاعد اتلافه، بل من موقعه في مركز النظام السياسي بعد انتخابات وصفت بأنها الأكثر حساسية منذ 2003. لذلك، فإن أي محاولة لإنتاج كتلة تتجاوز السوداني قد ترتدّ سلباً على الإطار نفسه عبر خلق "مركز ثانٍ" للقرار قد يصعب ضبطه في مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة.
مستقبل التحالفات
وبحسب مراقبين، فإن الإطار يجد نفسه أمام معادلة مركبة: السوداني يحتاج دعم الإطار لضمان استقرار حكومته، والإطار يحتاج السوداني لضمان بقاء خط الشراكة داخل الدولة، خصوصاً أن القوى السنية والكردية تتهيأ هي الأخرى لإعادة التفاوض حول مواقعها ومكاسبها بعد الانتخابات.
تأثيرات على الساحة السياسية
وتشير قراءات سياسية إلى أن ما يثار عن الانقسامات داخل الإطار جزء منه ناتج عن فراغ ما بعد الانتخابات، حيث تتسابق القوى إلى تثبيت مواقعها قبل بدء التفاوض الرسمي على تشكيل الحكومة. ووفق مصادر قيادية، فإن معظم القوى الشيعية تدرك أن اللحظة السياسية الحالية لا تسمح بصدام داخلي قد يعيد البلاد إلى أزمة كتلة أكبر مثلما حدث في دورات سابقة.
استنتاج
يرى محللون أن تصريح الحياني لا يكتفي بالنفي، بل يبعث برسالة مباشرة إلى جميع الأطراف، داخل الإطار وخارجه، بأن التحالف مع السوداني ما يزال الإطار يعتبره طريقاً آمناً لإدارة المرحلة المقبلة. كما يحمل رسالة أخرى مفادها أن أي تكتلات جديدة لن تكون قابلة للاستمرار خارج الإطار الحالي للعلاقة بين رئيس الوزراء وأحزاب الإطار.

