ثورة الأمن والخصوصية: كيف باتت الأدوات الحديثة قادرة على حماية البيانات والحفاظ على الهوية الرقمية
في ظل تزايد التهديدات الرقمية والمادية، باتت الطفرة في تقنيات الأمن والخصوصية تحظى بأهمية كبيرة في حماية الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أدوات حديثة قادرة على مسح الطيف اللاسلكي، وحماية الوجوه والأصوات من الاستغلال عبر الذكاء الاصطناعي، ورصد صلاحيات الوصول إلى البيانات الحساسة في الوقت الفعلي، فضلاً عن حماية نماذج اللغة الكبيرة من تسرب المعلومات.
إزالة الصور الشخصية ورصد التهديدات
برزت حلول جديدة تمنح الأفراد قدرة غير مسبوقة للتحكم في صورهم وهوياتهم الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي. وفي مقدمتها شركة «لوتي إيه آي» التي تعتمد على شبكة واسعة تضم عشرات الآلاف من الخوادم لمسح المحتوى الذي يُنشر على الإنترنت يومياً، ورصد أي استخدام غير مشروع للصور أو الصوت أو الفيديو.
وتجمع الشركة بين التتبع على نطاق واسع، والكشف متعدد الوسائط، وآليات تنفيذ للحقوق موجهة لصناعة الإعلام والترفيه. وحققت «لوتي إيه آي» معدل نجاح يصل إلى 95% في إزالة المحتوى غير القانوني خلال 17 ساعة فقط. وفي ظل التشريعات المرتقبة لمكافحة التزييف العميق، أطلقت الشركة تطبيقاً مجانياً للأفراد يتيح لهم حماية هوياتهم الرقمية.
رصد التهديدات اللاسلكية
مع تزايد الاعتماد على الإشارات اللاسلكية مثل البلوتوث والواي فاي والجيل الخامس، أصبحت البيانات المحمولة عبر الهواء هدفاً ثميناً للهجمات. وهنا يأتي دور شركة «شبكات باستيل»، التي تستخدم أنظمة الراديو المعرفة بالبرمجيات والذكاء الاصطناعي لرسم خريطة ديناميكية للطيف اللاسلكي في مواقع المؤسسات ورصد أي أنشطة مشبوهة فوراً.
وتتكامل أنظمتها مع منصات الأمن السيبراني المتقدمة مثل XDR وCAASM وSIEM وSOAR ومنظومات Zero Trust، مما يجعلها أداة مركزية في منظومة الدفاع السيبراني الحديثة.
أمن الذكاء الاصطناعي وحماية نماذج اللغة الكبيرة
ومع توسع استخدام نماذج اللغة الكبيرة في المؤسسات، تزداد المخاطر المرتبطة بتسرب البيانات أو حقن الأوامر الخبيثة. هنا تقدم شركة «بانجيا» حلاً متقدماً عبر نظام «AI Guard»، الذي يعمل كطبقة حماية بين التطبيقات ونموذج الذكاء الاصطناعي عبر واجهة API، لمنع هجمات “الحقن السريع” وتهريب الرموز والاستغلال متعدد اللغات.
وتوفر أدوات مراقبة، مثل المستشعرات وإضافة متصفح “كروم”، تنبيهات في حال رصد أي محاولة لتسريب بيانات حساسة. وتعتمد «بانجيا» على نماذج لغة أصغر حجماً لتقليل زمن الاستجابة، مع تعزيز دقة تقييم المخاطر ومنع إدخال البيانات السرية إلى النماذج الأكبر.
مراقبة الهوية وحقوق الوصول في الزمن الحقيقي
أصبح من الصعب على المؤسسات تتبع الصلاحيات الدقيقة للمستخدمين عبر تطبيقات وقواعد بيانات متعددة. وهنا تقدم شركة «فيزا» منصة متقدمة للأمن القائم على الهوية، تعتمد على بيانات تعريف التفويض في الوقت الفعلي، ما يمكّن من إنشاء خريطة ديناميكية للأذونات تشمل البشر والأنظمة الرقمية غير البشرية.
وتتجاوز هذه المقاربة الأدوات التقليدية المبنية على أدوار ثابتة، لتمنح المؤسسات قدرة فورية على تحديد من يمكنه فعل ماذا، وأين، ولماذا، مع إمكانية تعديل صلاحيات الوصول تلقائياً بناءً على مستوى المخاطر.

