فقدان قوة العضلات مع التقدم في العمر: أسبابه وعلاجه
يُعد فقدان قوة العضلات التدريجي أحد أهم التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بتقدم العمر، ما يؤدي إلى تدهور الحركة وجودة الحياة بشكل عام، وعلى الرغم من أنها عملية طبيعية، إلا أن الأبحاث أكدت أن خيارات نمط الحياة والنظام الغذائي وممارسة الرياضة تلعب دوراً أساسياً في سرعة فقدان قوة العضلات، وفي مقدار ما يمكن الحفاظ عليه أو حتى استعادته.
الأسباب البيولوجية والسلوكية
يشهد الجسم ابتداء من منتصف العمر، انخفاضاً في عدد وحجم الألياف العضلية، وخاصة الألياف سريعة الانقباض المسؤولة عن القوة والتوازن، كما تقل كفاءة الجهاز العصبي في تحفيز انقباضات العضلات، ما يسهم في انخفاض القوة، كما تنخفض مستويات الهرمونات الضرورية للحفاظ على العضلات مثل: التستوستيرون والأستروجين وهرمون النمو وعامل النمو الشبيه بالأنسولين بشكل طبيعي مع التقدم في السن، ما يؤدي إلى إضعاف قدرة الجسم على بناء وإصلاح الأنسجة.
يعيش أغلبية كبار السن أنماط حياة خاملة، ما يسرِّع من فقدان كتلة العضلات، وتبدأ التي لا تُستخدم بانتظام في الانكماش وفقدان قوتها، وهي عملية تُعرف باسم «ضمور عدم الاستخدام»، كما يؤثر نقص البروتين وانخفاض مستويات فيتامين «د» سلباً في نمو العضلات وتعافيها ولذلك فإن تناول كمية كافية من البروتين والمغذيات الدقيقة في النظام الغذائي أمراً ضرورياً للحفاظ على كتلة العضلات ووظائفها.
الأمراض المزمنة وتأثيرها على العضلات
تؤثر الأمراض المزمنة وحالات مثل التهاب المفاصل ومشكلات القلب والسكري، والالتهاب المزمن منخفض الدرجة، تحفز انهيار العضلات وضعف الوظائف البدنية، ويُمكن أن يؤدي البقاء في المستشفى أو عدم الحركة لفترات طويلة إلى فقدان سريع لقوة العضلات، ما يتسبب في عواقب صحية وخيمة، كالسقوط والكسور والوهن، وبالتالي إطالة فترات التعافي من المرض أو الإصابة، وانخفاض معدل الأيض وزيادة الوزن، والعزلة الاجتماعية وانخفاض جودة الحياة.
استراتيجيات الوقاية وتعزيز قوة العضلات
من أهم الاستراتيجيات للحفاظ على قوة العضلات، ممارسة تمارين المقاومة أو القوة بانتظام، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً باستخدام الأوزان أو أشرطة المقاومة أو تمارين وزن الجسم، كونها تكون مرور الوقت الحل الأمثل لبناء القوة والحفاظ عليها بطريقة آمنة، كما تعمل الحركة اليومية المنتظمة والمشي والنوم الجيد والتغذية المتوازنة، وخاصة تناول كمية كافية من البروتين ومستويات كافية من فيتامين «د»، على تحسين التوازن والتنسيق والنتائج الصحية العامة لدى كبار السن.
عادات خاطئة تؤثر على قوة العضلات
هناك العديد من العادات الخاطئة التي تسبب في ضعف وانخفاض القدرة العضلية لدى الأشخاص بشكل عام، ومن بينها:
– قلة النشاط البدني والجلوس لفترات طويلة أو تجنّب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يؤدي إلى ما يُعرف ب«ضمور العضلات الناتج عن قلة الاستخدام».
– الإفراط في التدخين يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى العضلات، ما يُضعف من وصول الأوكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لها.
– الإكثار من تناول الكحول يُسبب خللاً في توازن الهرمونات، ويعيق قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة العضلية.
– نقص العناصر الغذائية الأساسية وعدم الحصول على كميات كافية من البروتين يُضعف من قدرة الجسم على بناء وإصلاح الأنسجة العضلية.
– الضغوط النفسية المستمرة وسوء جودة النوم يُسهمان في ارتفاع مستويات هرمون التوتر في الجسم، «الكورتيزول».
مشكلات مزمنة وتأثيرها على العضلات
تؤثر الأمراض المزمنة بشكل صامت وتدريجي في صحة العضلات من خلال مسارات متعددة، أبرزها الالتهاب المزمن، كما تُسبب العديد من الحالات طويلة الأمد، مثل: داء السكري وأمراض القلب، التهاباً مستمراً منخفض الدرجة يُسرِّع من تحلل بروتينات العضلات ويُعيق إصلاحها.
الوقاية المبكرة واستباقية
تبدأ الوقاية بالكشف المبكر والإدارة الاستباقية، حتى لا يزيد انهيار العضلات وفقدانها للقوة، وذلك عن طريق اتباع الإجراءات الآتية:
1- النشاط البدني وتمارين المقاومة والقوة المنتظمة ووزن الجسم.
2- تناول كمية كافية من البروتين.
3- التحكم في سكر الدم وضغط الدم ومستويات الغدة الدرقية ووظائف الكلى.
4- فحص مستويات فيتامين «د» والكالسيوم بشكل دوري.

