تطور القطاع الصحي في الإمارات: نحو استدامة بيئية
مقدمة
يشهد القطاع الصحي في الإمارات تطوراً نوعياً في تبني مفاهيم الاستدامة والحياد الكربوني. لم تعد الممارسات البيئية الحديثة تقتصر على استخدام الطاقات النظيفة والتقنيات الذكية داخل المستشفيات، بل امتدت لتشمل ثقافة المؤسسة، والتخطيط الاستراتيجي لمرافقها.
تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تظهر هذه الجهود جلياً في حرص الجهات الصحية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ تجد خططاً واضحة للتحول من الأنظمة التقليدية إلى اعتماد حلول تقلل استهلاك الطاقة والمياه، وتعزز إدارة النفايات بطرق مبتكرة.
تعاون مع الجهات الحكومية
تتعاون الهيئات الصحية مع الجهات الحكومية لإنشاء منافذ طبية تعتمد مباني صديقة للبيئة تتوافق مع معايير البناء الأخضر الدولية. لم يكن ذلك التحول محض صدفة، بل نتيجة منهجية تعتمد على رفع كفاءة العاملين وتدريبهم على تطبيق الممارسات البيئية الناجحة.
توعية بيئية
تتداخل السياسات الصحية اليوم مع رؤية الإمارات الصفرية للانبعاثات، وينعكس ذلك في الإجراءات اليومية للمستشفيات، التي تهدف ليس فقط إلى تحسين جودة الهواء والماء داخل المنشآت، بل أيضاً إلى تعزيز ثقافة التوعية البيئية للمراجعين والمرضى.
إدارة النفايات الطبية
إن إدارة النفايات الطبية تعكس التطور الحضاري للقطاع، إذ تتشارك المستشفيات مع شركات محلية وعالمية لإعادة تدوير المخلفات وضمان سلامة البيئة المحيطة. لا يقتصر الأمر على المنشآت الصحية الكبرى، فحتى المراكز في المناطق النائية بدأت تنفيذ مشاريع للحد من استخدام البلاستيك وإدخال تقنيات توفير الطاقة والاعتماد أكثر على الموارد المحلية.
الندوات وورش العمل
كما تعزز الندوات وورش العمل هذا التوجه عبر نشر التوعية بين الفئات المختلفة للمجتمع الصحي، لتصبح المسؤولية البيئية جزءاً لا يتجزأ من الهوية المهنية للعاملين في القطاع.
مكانة رائدة في مجال الاستدامة الصحية
بفضل شراكاتها الدولية واعتمادها معايير «آيزو» العالمية، احتلت الإمارات مكانة رائدة في مجال الاستدامة الصحية. ويتضح ذلك من البرامج المنهجية لتخفيض البصمة الكربونية، وتوسيع استخدام التقنيات المتطورة في مراقبة أنظمة الطاقة والمياه. استثمار الدولة في التدريب والابتكار ساهم في تحقيق نتائج ملموسة، إذ أظهرت تقارير من أبوظبي، ودبي، والشارقة ارتفاعاً جذرياً في نسب التزام المنشآت الصحية بمعايير البيئة والاستدامة، ما جعل الإمارات نموذجاً بارزاً تحتذي به دول المنطقة والعالم.

