الحرب الأهلية في السودان: مشاهد مروعة في مدينة الفاشر
سقوط مدينة الفاشر
شهدت مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، انهياراً كاملاً بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وسط مشاهد مروّعة للقتل الجماعي والجثث المتناثرة في الشوارع.
عمليات القتل الجماعي
أكدت مصادر ميدانية وشهود عيان أن المدينة تحولت خلال أيام إلى مسرح لعمليات تصفية جماعية، حيث تم إعدام مئات المدنيين ميدانياً، فيما فُقد آخرون داخل أحياء مغلقة حاصرتها قوات الدعم السريع.
صور الأقمار الصناعية
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها جامعة “ييل” الأمريكية بقع دم واسعة وأجساماً بشرية متناثرة قرب الأسواق والمراكز الصحية، مما يرجّح وقوع عمليات قتل على نطاق واسع.
انسحاب الجيش السوداني
كانت قد أعلنت القيادة العامة للجيش السوداني انسحابها من مدينة الفاشر، ووصفت القرار بأنه “تكتيكي”، لكن مصادر أممية قالت إن الانسحاب جاء بعد حصار خانق استمر أسابيع وانقطاع الإمدادات بالكامل عن القوات المتبقية في المدينة.
سيطرة قوات الدعم السريع
بسقوط الفاشر، أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على دارفور بالكامل، ما جعلها القوة العسكرية الأوسع انتشاراً غرب السودان، في وقت يختفي فيه أي وجود فعلي للحكومة المركزية في الخرطوم.
أزمة إنسانية
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 26 ألف شخص فرّوا من الفاشر خلال يومين فقط، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين في المدينة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع شبه تام للاتصالات.
جرائم حرب
أفادت منظمة العفو الدولية بوقوع عمليات اغتصاب جماعي واستعباد جنسي ضد النساء والفتيات على يد عناصر من قوات الدعم السريع، بينما وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الأطفال في القتال ونهب الممتلكات العامة والخاصة.
رد الفعل الدولي
رغم تصاعد التقارير عن الفظائع، اكتفى المجتمع الدولي ببيانات إدانة محدودة، في وقت تباينت فيه مواقف القوى الإقليمية.
مستقبل السودان
ويرى دبلوماسيون أن سقوط النظام الإيراني في مطلع 2025 غيّر موازين التحالفات في المنطقة، وجعل السودان ساحة لإعادة ترتيب النفوذ بين واشنطن وموسكو والقاهرة والرياض.
تقسيم السودان
يشير مراقبون إلى أن الدعم السريع يسعى إلى فرض واقع سياسي جديد في الخرطوم، مستفيداً من تفكك الجيش وغياب القيادة المدنية، بينما تتجه البلاد نحو تقسيم فعلي بين شرق تسيطر عليه بقايا الحكومة، وغرب تحكمه الميليشيات.
مستقبل دارفور
يصف مراقبون المشاهد الخارجة من الفاشر بأنها استعادة لمأساة دارفور عام 2003، لكن على نطاق أوسع وأكثر وحشية.
المحكمة الجنائية الدولية
ويرى خبراء في القانون الدولي أن الجرائم الحالية قد تشكّل أساساً لإعادة تفعيل ملف المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة الدعم السريع، خصوصاً بعد تداول مقاطع مصورة لعمليات إعدام ميدانية.
مستقبل السودان
تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى انهيار كامل للدولة السودانية، مع احتمال توسع الصراع إلى تشاد وجنوب السودان.
الخلاصة
في ظل هذا المشهد، يبدو السودان أمام أخطر لحظة في تاريخه الحديث: حرب بلا نهاية، وانقسام سياسي عميق، ومأساة إنسانية تتفاقم كل ساعة. بينما تنشغل القوى الكبرى بملفات أخرى، تتعمق الكارثة في دارفور بصمت مطبق، في تكرار مأساوي لجرائم الإبادة التي هزت العالم قبل عقدين.

