السودان يعانى على كل الأصعدة إنسانيا وسياسا، في ظل تخوفات مستقبلية جراء حرب أهلية طاحنة، تسعى القوى العظمى الاستثمار فيها، فضلا عن تصدر الولايات المتحدة المشهد كعامل مؤثر في مجريات الأحداث، في ظل تطورات متلاحقة بعد إعلان قوات الدعم السريع، السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، مع تداول تقارير إعلامية عن ممارسات انتهاكية صعبة للغاية في حق المدنيين.
السيناريوهات المحتملة
وحديث يتسع أن الحرب دخلت مرحلة استنزاف طويلة الأمد، وأيا كان الأمر، وبالتالي فإن هناك عدة سيناريوهات، الأول، سيطرة الجيش السوداني على إقليم دارفور، من خلال مواصلة حراكه العملياتي المسلح نحو المدن الأخرى، ليحكم قبضته على عاصمتين في إقليم دارفور، الفاشر، والضعين التي تربط غرب السودان ووسطه، وثان السيناريوهات، هو سقوط الفاشر في يد الدعم السريع، وهذا يعني أن مشروع تقسيم البلاد ماضٍ في تقدمه.
ثم السيناريو الثالث، بقاء الوضع على ما هو عليه، ما يعني استمرار المناوشات بين الجيش السوداني والدعم السريع، مما سيعرض كافة مدن ومناطق دارفور للهجوم تارة والتراجع تارة أخرى، وهذا سينعكس سلباً على واقع المدن والمناطق الأمنة الواقعة تحت سيطرة كلا الطرفين، والتي ستعتبر بعد تلك المناوشات بين الطرفين أهدافاً يعد استهدافها حق مشروع مما سيفاقم الأوضاع الإنسانية.
وسيناريو رابع، هو اقتسام الإقليم، بين الجيش السوداني والدعم السريع، في ظل استمرار سباق التسلح بين المؤسسة العسكرية السودانية والدعم السريع قد ترجح كفة طرف على طرف أخر في ميدان القتال، لكن ما يعيق هذا السيناريو حرص المؤسسة العسكرية السودانية على القضاء تماماً على المتمردين وعدم التوافق معهم من ناحية، وإصرار الدعم السريع على الحفاظ على أماكن حواضنها الشعبية كاملة من ناحية أخرى.
السودان ما يجب الانتباه إليه
وأخيرا، يبقى تطور الأحداث في دارفور يبقى مفتوحاً لكافة الاحتمالات، لذا، على السودان الانتباه جيدا، من خطورة تنافس القوى وأهدافها، وأن الحل دائما يتمثل في إعلاء الدولة الوطنية والوحدة السودانية، وأن يدرك الأشقاء في السودان خطر وجود حكومتين الذى لا يأتي إلا بنتائج عسكية تؤدي إلى مراحل متقدمة من العداء وإطالة أمد الصراع.

