الولايات المتحدة تشهد تطورات متلاحقة على مستوى الشأن الداخلى، تعكس حالة من خطر الانقسام الذي قد يقود البلاد إلى حرب أهلية جديدة، في ظل سياسة الرئيس الأمريكي وقراراته الأخيرة، وفى ظل تفاقم التباينات الثقافية والديموغرافية والسياسية بين فئات المجتمع والولايات، فضلا عن حدة التنافس التي قد تصل إلى الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، خلاف قرارات ترامب خاصة الجمركية والتي تستهدف الحلفاء قبل الخصوم، خلاف تخارج الولايات المتحدة من المنظمات الدولة، وكذلك دعمها اللامحدود لإسرائيل ووقفها ضد رغبة العالم في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، والتي قد يكون لهذه الانقسامات والسياسات تأثير سلبي على مصداقيتها ليس فقط في الساحة الدولية، وإنما قد يشكل تهديداً للوحدة الوطنية.
فضلا عن أن المعارضة المناهضة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب تستعد للحظتها الحاسمة مع احتجاجات “لا للملوك” المقرر تنظيمها في جميع أنحاء البلاد، وتوقعات بانضمام الكثير خلال الفترة المقبلة..
الأمر الآخر اللافت، أن التنوع الذي كان يُعتبر يوماً مصدر قوة أصبح اليوم أحد عوامل الضعف والانقسام، مع تصاعد الخطاب العدائي بين الجماعات المختلفة وتراجع الإحساس بالهوية الوطنية المشتركة في ظل تحديات متزايدة من بعض الولايات التي تتجاهل القوانين الفيدرالية، ما يعكس تآكل سلطة الدولة المركزية.
غير كثرة الحديث حول أن هناك تدهورا في الحالة الأمنية في مدن بالولايات المتحدة حيث تنتشر البطالة والعنف والمخدرات، ما يعزز الشعور بانعدام الأمان وفقدان الثقة في النظام القضائي.
ناهيك، أن الهجرة غير الشرعية والتغيرات الديموغرافية تعتبر عاملاً إضافياً في تأجيج التوترات، مع تزايد المخاوف من فقدان التوازن الثقافي والاجتماعي، فضلا عن أن الحزب الديمقراطي، يستخدم هذه القضايا لخدمة مصالح انتخابية.
إذن.. الولايات المتحدة اليوم تقف أمام خيار، إما استعادة حكم القانون وتوحيد المجتمع، أو الانزلاق نحو الفوضى والانقسام الدائم.. في ظل تنامى دعوات الاحتجاجات الرافضة لما أسموه محاولة الهيمنة على المؤسسات وإلغاء قواعد الديمقراطية، وتحويل الديمقراطية إلى سلطة شخصية..

