مدينة فوه: متحف مفتوح للمهتمين بالتراث الإسلامي
تقع مدينة فوه في أقصى شمال مصر، على بعد 181 كم شمال غربي القاهرة، وتُعرف باسم "مدينة المساجد" نظراً لوجود نحو 365 مسجداً فيها. وتحتل المدينة المركز الثالث من حيث عدد المواقع الإسلامية في مصر بعد القاهرة ورشيد، والمركز الرابع على المستوى العالمي.
تتبع المدينة إدارياً محافظة كفر الشيخ، وتطل على النيل من جهة فرع رشيد. وتضم شوارعها عدداً من الأبنية والمنازل القديمة، إضافة إلى المواقع المختلفة التي تعود للعصر الإسلامي مثل القباب والتكايا والمقامات.
العامل التجاري وتاريخ المدينة
لعب العامل التجاري دوراً مهماً في ازدهار مدينة فوه، بفضل وقوعها في نقطة مهمة على النيل، فرع رشيد. فكانت السفن المقبلة من الشمال تمر عليها أثناء إبحارها في النيل متجهة إلى القاهرة. وقد كانت بعض مآذن المساجد الكبرى تستخدم منارات للسفن.
أما عن تاريخ المدينة، فيجمع العلماء على أن مدينة فوه ازدهرت ازدهاراً كبيراً خلال العصر الإسلامي، تحديداً في عصر المماليك الذين اهتموا بالتجارة، ولاحقاً في عصر العثمانيين. وتطورت كثيراً في عهد محمد علي باشا الذي أنشأ فيها محلجاً للقطن كان من الأهم في البلاد.
الحرف التراثية في مدينة فوه
تضم مدينة فوه مجموعة من الحرف التراثية، أشهرها صناعات النسيج بصور متعددة. وقد كانت المدينة مركزاً تجارياً يطلب هذا نوعيات معينة من الإنشاءات لتتناسب مع طبيعة المدينة. وأصبحت الآن من المواقع الأثرية التي لا تقل في الأهمية عن المساجد، باعتبارها تعكس أنماطاً معمارية فريدة.
ماذا تحتاج فوه لتكون مدينة سياحية؟
على رغم المكانة التاريخية الكبيرة لمدينة فوه وتميزها في الحرف التراثية، إضافة إلى وقوعها في نقطة متميزة على شاطئ النيل، فإنها بعيدة تماماً عن خريطة السياحية الداخلية والخارجية. ولا يروج لها بصورة تناسب مكانتها.
ويقول دانيال سالفولدي، أستاذ تاريخ العمارة بالجامعة البريطانية في القاهرة، إن المدينة تفتقر للمرافق، فلا يوجد فنادق، وقليل جداً من المطاعم، ولا تذاكر أو مواعيد مفتوحة لزيارة المواقع، ولا تسويق مناسب، ولا خدمات إرشاد سياحي.
ويتابع سالفولدي أن الأشخاص الذين يرغبون في زيارة فوه سيجدون سكانها مرحبين للغاية وقد يقومون بترتيب جولات في المساجد عندما تكون مفتوحة للصلاة، أو استقلال قارب في النيل.
جهود لجذب السياح إلى مدينة فوه
نظمت الجامعة البريطانية في مصر حدثاً يسمى "يلا فوه" لجذب الناس والسماح لهم باكتشاف جمال فوه وحرفها. وقد قام الفريق بتنشيط المدينة بالفعاليات الفنية والثقافية، بما في ذلك عدد من الجولات والمعارض وسينما في الهواء الطلق.
وتتفق سمر بيومي، المصورة والمحاضرة بالجامعة البريطانية بالقاهرة، مع هذا الرأي وتضيف أن فوه من المدن التي تستحق أن تأخذ مكانة أكبر، ويتطلب هذا جهوداً في عدة اتجاهات أولها نشر الوعي بين أهلها أنفسهم بقيمة وأهمية التراث والآثار التي تضمها المدينة.

