الجدل حول الباراسيتامول أثناء الحمل
أعلن دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يرتبط بزيادة "كبيرة جدا" في خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال. ومع ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى أن هذا الادعاء لا يsupported بالدليل. يعتبر الباراسيتامول من أكثر مسكنات الألم استخداما عالميا، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء الحوامل يمكنهن تناوله بجرعات معتدلة من دون مخاطر.
سبب الجدل
تصريحات دونالد ترامب لم تأتِ من فراغ، إذ شهد المجتمع الطبي نقاشا حول الموضوع بين أواخر العقد الأول وبدايات العقد الثاني من القرن الحالي. في ذلك الوقت، أثارت دعوات إلى توخي الحذر اهتماما إعلاميا واسعا، لا سيما في مقال وقعه نحو مئة باحث وطبيب ونُشر في مجلة نيتشر ريفيوز إندوكرينولوجي.
ما سبب هذه المخاوف؟
ترجع هذه التصريحات إلى دراسات عدة تناولت احتمال وجود علاقة بين تناول الباراسيتامول وبعض الأمراض، لا سيما التوحد. إحدى هذه الدراسات، التي نُشرت في العام 2015 في مجلة أوتيزم ريسيرش واستندت إلى بيانات صحية دنماركية، أثارت جدلا واسعا. وإذ تابعت الأطفال حتى سن 12 عاما وخلصت إلى أن خطر التوحد يزداد بنسبة 50 في المئة عندما كانت الأم تتناول الباراسيتامول أثناء الحمل.
هل يُعد الباراسيتامول خيارا آمنا؟
كما هو الحال مع أي دواء، فإن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل لا يخلو من التأثيرات، لكن المخاطر الأساسية ترتبط بتجاوز الجرعة الموصى بها، بشكل خاص لما قد يسببه ذلك من ضرر للكبد. أكدت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) في بيان، أن "الباراسيتامول يمكن تناوله أثناء الحمل، شرط استخدامه بأقل جرعة فعالة ولأقصر مدة ممكنة وبأقل تكرار ممكن"، مشيرة إلى أن توصياتها بهذا الشأن لم تتغير. ويظل الباراسيتامول وبفارق واضح، الخيار الأكثر أمانا بين مسكنات الألم للنساء الحوامل، مقارنة بالأسبرين والإيبوبروفين، اللذين يُمنع تناولهما في المراحل الأخيرة من الحمل بسبب خطر التسبب في وفاة الجنين أو حدوث تشوهات خلقية.

