مع بداية عام 2011، دشنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مشروعًا هادفة بإنشاء مدارس STEM المتخصصة فى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، الغاية كانت تكوين جيل جديد قادر على التفكير والإبداع بعيدا عن نظام التعليم النمطى الذى يعتمد على الحفظ والتلقين.
تستقبل مداس STEM الطلاب المتفوقين فى المرحلة الإعدادية وهناك الطالب لا يكتفى بحضور الحصص وكتابة المذكرات، بل يتم إسناد مشروعات بحثية ترتبط بمشكلات حقيقية فى المجتمع، مثل الطاقة والمياه والزراعة وكانت هذه نظرة أولياء الأمور باعتبارها طريق المستقبل.
لكن طريقة التعليم والمناهج ليست سهلة معقدة وصعبة وهذا باعتراف أولياء الأمور نفسهم وأن أبناءهم يقضون أوقاتا طويلة داخل المدرسة بعيدا عن الأسرة، تقول والدة طالب: ابنى اتعلم حاجات عظيمة، لكن الضغوط فوق طاقة سنه، وهنا لابد أن يدرك السادة أولياء الأمور أن هذا النوع من التعليم يتطلب تحديا وقناعة مبنية على وعى وفهم .
أما طلاب هذا النوع من التعليم يفتخرون بانتمائهم إلى ما يصفونه بـ مدارس الصفوة لكنهم يواجهون ضغوطًا نفسية بسبب كثرة المشروعات وصعوبة المناهج وقلة عدد المعلمين المدربين على النظام الجديد.
هناك أزمة كبرى تتعلق بمستقبلهم الجامعى، فبرغم أن فلسفة STEM صُممت لإعداد قادة علميين فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا والطب، إلا أن خريجيها ما زالوا يخضعون لنفس قواعد التنسيق التقليدية.
رغم أن طلاب مدارس STEM التعليمية قضوا 3 سنوات فى نظام تعليمى صعب، مبنى على البحث العلمى والابتكار وإدارة المشروعات.. ورغم بعدهم عن أسرهم وتحملهم ضغوطا كبيرة، يأتى التنسيق الجامعى ليتعاملوا بنفس قواعد الثانوية العامة العادية.
هنا بتظهر أزمة حقيقية بتضع الطلاب وأولياء الأمور في مأزق كبير.
يرى خبراء التربية والتعليم أن التجربة متميزة وناجحة، ولكن لابد من إعادة النظر فى آلية التنسيق، بجانب تدريب المعلمين وتطوير المناهج بما يتناسب مع قدرات الطلاب.
مدارس STEMفتحت أفقًا جديدا للتعليم فى مصر، أسست لفكرة أن هناك مستقبلا لجيل جديد من المفكرين والباحثين والمبتكرين وهم ما زالوا فى مرحلة الثانوية العامة، ولكن استمرارها كقصة نجاح يتوقف على إرادة حقيقية حتى تزيل العقبات أمام أبنائهم، حتى لا يتحول الحلم إلى عبء.

