مهرجان البندقية السينمائي: منصة للأفلام والموضة
منذ لحظاته الأولى، لم يكن مهرجان البندقية السينمائي هذا العام مجرد احتفال بالأفلام، بل تحوّل إلى منصة استعراضية للموضة، حيث أعادت النجمات رسم خريطة الأناقة بأساليب تراوحت بين الكلاسيكية الصرفة، والجرأة المعاصرة، والبصمة الشخصية التي لا تُنسى.
جوليا روبرتس: السينما تتجسد في فستان
هناك نوع من الأناقة لا يحتاج إلى صراخ، بل يهمس بثقة. هذا ما فعلته جوليا روبرتس بفستان أسود بسيط طويل، انسدل على جسدها دون أي مبالغة. الشعر المنسدل، المكياج الناعم، والوقفة الواثقة كانت كافية لتُحوّلها إلى تجسيد حي للسينما نفسها تلك التي لا تهرول وراء الصيحات، بل تخلقها بهدوء.
أمل كلوني: عندما تصبح الموضة بياناً زمنياً
وسط زخم الصيحات الحديثة، اختارت أمل كلوني ألا تتبع الجديد بل أن تستحضره من الماضي. بفستان فوشيا مستعاد من أرشيف دار Jean-Louis Scherrer لعام 1995، حملت إطلالتها بصمة درامية وذكاء بصري، يجمع بين البساطة الشكلية والتفاصيل المعقدة كالأزرار والكسرات. الذيل الطويل أعاد لأذهاننا لحظات “prom queen” الكلاسيكية، بينما التفتا اللامع منحها طابعاً ملكياً بتأثير فوري.
إيما ستون: عندما تلبس الفن
إطلالة إيما ستون لم تكن فستاناً بقدر ما كانت قطعة فنية. التصميم غير التقليدي من Louis Vuitton مزج بين الأبيض النقي واللمعان الذكي للترتر، في طبقات غير متوقعة وكأنها تقول: “أنا جزء من فيلم، لكنني لست الشخصية النمطية”. حضورها كان مشبعاً بالتجديد، مزيج من الجرأة والرقي.
كيت بلانشيت: أناقة لا تتغير
في زمن السرعة والاستهلاك المفرط، تأتي كيت بلانشيت لتذكّرنا بأن الأناقة الحقيقية لا ترتبط بالجديد، بل بالقيمة. ارتداؤها لفستان Armani Privé سبق أن أطلت به سابقاً لم يكن مجرد تكرار، بل موقف. القصة المستقيمة، الياقة المزينة بالأحجار، كل شيء فيها كان يدعو للتأمل في فكرة “الموضة المستدامة”، حيث لا تموت القطعة بمجرد ارتدائها مرة واحدة.
نجود الرميحي: خليجية تعرف طريق العالمية
من الخليج إلى فينيسيا، حضرت نجود الرميحي بثقة فاجأت الجميع. فستان Ballroom من تصميم رامي قاضي، حمل توقيعه الواضح: البريق، الدقة، والتوازن بين الجرأة والرقي. تطريز لامع يروي قصة حرفية عالية، ومجوهرات Roberto Coin أضافت بعداً آخر للفخامة. نجود لم تحاول التشبه بأحد كانت ببساطة هي، ولكن بنسخة تتحدث لغة السجادة الحمراء العالمية.
باربرا بالفين: عندما يُصبح الجسد لغة تصميم
لا تخشى باربرا بالفين أن تستخدم جسدها كوسيلة للتعبير الفني، وقد جاء فستانها الأسود خير مثال. الكورسيه العلوي والشفافية عند الخصر لم تكن مجرد إغراء بصري، بل لغة بصرية درامية متقنة. التنورة الشفافة بفتحتها العالية منحت الإطلالة إيقاعاً سينمائياً، وكأنها بطلة مشهد ختامي قوي.
مهرجان البندقية… منصة لذكاء الأسلوب
ما وحّد هذه الإطلالات لم يكن مجرد الفساتين أو المصممين، بل القدرة على سرد قصة شخصية عبر القماش. سواءً كانت مستلهمة من أرشيف، أو نابعة من موقف بيئي، أو ترجمة لرؤية فنية كل نجمة ارتدت أكثر من مجرد فستان، ارتدت فكرة.

