السياسة الخارجية العراقية: تحديات وفرص
مقدمة
تعتبر السياسة الخارجية العراقية مجالاً حيوياً لاستعادة حضور العراق ودوره في الإقليم والعالم. وفي السنوات الأخيرة، شهدت بغداد تطوراً في سياستها الخارجية، حيث أصبحت أكثر توازناً وفتوحاً تجاه دول الجوار والمجتمع الدولي.
عوامل النجاح
هناك أربعة عوامل أساسية ساهمت في نجاح السياسة الخارجية العراقية:
- الخطاب المتوازن: تبني خطاب متوازن بعيد عن الانحياز لمحور على حساب آخر، مما أعطى العراق فرصة أن يكون ساحة لقاء لا ساحة صراع.
- الغطاء الاقتصادي: تعزيز العلاقات الدولية يساهم في دعم الاستقرار الداخلي وخلق فرص حقيقية للنمو الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة والاستثمار.
- الشرعية الشعبية: الحكومة تحاول أن تظهر للداخل أن سياستها الخارجية ليست ترفاً بل وسيلة مباشرة لتوفير فرص عمل وخدمات.
- تبدل النظرة الدولية: بعد هزيمة داعش، بات العراق ينظر إليه كبلد قادر على لعب دور وسيط، لا مجرد ساحة نزاع.
التحديات والمعوقات
尽管 النجاحات، إلا أن هناك تحديات ومعوقات تهدد استمرار السياسة الخارجية العراقية:
- الانقسام الداخلي: يجعل أي توجه خارجي عرضة للتسييس، حيث تختلف الأحزاب في نظرتها إلى العلاقة مع واشنطن أو طهران.
- ثقل النفوذ الخارجي: وجود قوى مسلحة مرتبطة بجهات إقليمية يحد من قدرة الدولة على الالتزام بسياسة متوازنة.
- الأزمة الاقتصادية: تقيّد حرية المناورة؛ فالعراق يحتاج إلى الاستثمارات لكنه يفتقر إلى بيئة قانونية وإدارية جاذبة.
- ضعف الجهاز الدبلوماسي: نتيجة المحاصصة وغياب الكفاءات، يمثل عقبة أساسية أمام تحويل الرؤية السياسية إلى إنجازات ملموسة.
الفرص الممكنة
هناك فرص حقيقية يمكن أن تعزز من مكاسب السياسة الخارجية الحالية:
- التقارب مع دول الخليج: في ملفات الطاقة والاستثمار، يمكن أن يعزز من توازن العراق مع إيران وتركيا.
- التحولات في سوق الطاقة العالمي: بعد الحرب الأوكرانية، أصبح العراق لاعباً أساسياً في معادلة النفط والغاز.
- المبادرات الإقليمية: مثل مشروع "طريق التنمية"، تفتح المجال أمام بغداد لأن تكون مركز ربط لا مجرد ممر.
الخاتمة
يظل نجاح السياسة الخارجية العراقية مرهوناً بقدرة الحكومة على معالجة العوامل المعوقة داخلياً. فبقدر ما تفتح السياسة الخارجية نوافذ أمل، بقدر ما تظل مهددة بالإغلاق إذا لم يواكبها استقرار داخلي وإصلاح مؤسسي. والخاتمة أن السياسة الخارجية لا تكفي وحدها؛ فهي مرآة لبيت الداخل، فإذا لم يستقم، فستبقى صورته في الخارج هشة مهما ازدانت بالكلمات.

