حروب الشائعات غايتها الرئيسة تشويه الرأى العام، وإثارة البلبلة، وإحداث الفتن، وإضعاف الثقة، والتشرذم؛ بغية الوصول إلى حافة زعزعة الاستقرار، وغياب الأمن، والأمان، وإنهاء حالة الطمأنينة، وهذا كله لا يحتاج من المغرضين سوى فضاء مفتوح، ومنابر مموّلة، وألسنة قد تمرست على الكذب، والافتراء، والتلفيق، والفبركة، والادعاء، وقلب الحقائق، بل، والخوض فى الرموز الوطنية، بكلمات يعفُّ عنها اللسان الطاهر.
نعلن أن سياسة التقوّل، التى لا تقوم على أدلة، وشواهد، ولا تحكمها قيم نبيلة، تعضد مصداقيتها، ما هى إلا أداة رخيصة تستخدمها منابر جماعة الإخوان الإرهابية، التى لم تكتف بمحاولات شق الصف، ولم تقف عند حدود فتك النسيج، بل، تريد أن تهدم مؤسسات الدولة، وتؤلب الرأى العام من أجل إثارة الفوضى، والوصول إلى مراحل النزاع، وهنا نوقن خطورة هذه الجماعة، غير المأسوف عليها؛ لذا فإنه يتوجب الحذر منها، والحرص على التوعية المستدامة تجاه ما تروّجه من محتوى زائف، يضير بالفكر، ويشوه الذهن، ويحبط النفس.
دعونا نؤكد أهمية العمل على تنمية الوعى القويم من خلال إمداد المواطن بالمعلومات الصحيحة، وإرشاده بالممارسات المرغوب فيها، وتغذية وجدانه بالاتصافات القيمية، التى تبنى المجتمعات، وتزيد الرباط، وتحقق العدالة، والمساواة، وتفعل مسببات المحبة، وتدعم فلسفة التكافل، التى تنبرى على ماهية الشعور بالمسئولية تجاه الآخرين، والرغبة فى شراكة بناء هذا الوطن، وتعزيز التعاون بين بنى جلدته، حينئذ يوقن الفرد بأنه من نسيج هذا الشعب، الذى يهبُّ عن بكرة أبيه، حينما ينادى المنادي؛ لصد، ودحر أية محاولة، تستهدف النيل من مقدرات هذا البلد الأمين.
نؤكد للعالم قاطبة أن كل من يحاول تشويه مصر؛ فإن مآربه إلى زوال، ومساعيه إلى بوار؛ فهناك شعب أبيٌّ، يمتلك وعيًا صحيحًا، ويدرك أن أمن، وأمان، واستقرار وطنه تشكل غايات عليا، وأن صون مقدرات البلاد، والحفاظ عليها، والعمل على تنميتها تقع على كاهل الكبير، والصغير؛ فالاصطفاف يدل على أن المصريين لا ينتابهم اليأس، ولا يعجزون عن ردع كل معتد أثيم، بل، قادرون على تجاوز الأزمات، مهما تعالت، وتيرتها؛ لأنهم محبين لوطن، يسكن فى القلوب.
الدعوات التى تحض على الفوضى، والانقسام، وترغب فى تقويض مراحل البناء، والإعمار، لا شك أنها ستبوء بالفشل؛ فالعين خير شاهد على صورة النهضة، التى نالت شتى ربوع هذا الوطن؛ فهناك طرق استوعبت الكثافات، وهناك خدمات وزعت على جموع الشعب فحققت الغاية منها، وهناك تنمية اقتصادية استوعبت طاقات بشرية داخل حيّز العمل، وميدان الإنتاج يصعب حصر أرقامه، وهناك تطور غير مسبوق فى البنى التحتية، قد ساعد فى جذب استثمارات كبرى فى كثير من الأماكن بالمحروسة، وهناك رعاية صحية، ساعدت فى أن يسترد المواطن أغلى ما فى الوجود؛ حيث قضت على الأمراض المتوطنة، التى فى الماضى قوضت الطاقات وأضعفت الجهود وقللت العطاء بكل صوره.
القاصى والدانى يشهد أن مصر صعبة المنال؛ فلديها شعب، يمثل جيشًا جسورًا، ولديها مؤسسة عسكرية من نسيجه؛ حيث إن منتسبيها من فلذات الأكباد، الذين أقسموا بأن يضحوا من أجل حماية ترابها، والحفاظ على أمنها، واستقرارها، وردع أى اعتداء، أو أية محاولات، ترهب قاطنى الدولة العتيّة؛ ومن ثم نؤكد أن الصمود ليس شعارًا نقوله، بل، ممارسة على أرض الرباط؛ فالمصريون يملكون القرار، ويدركون الطريق القويم نحو نهضة، لا تراجع عنها، وتقدم، لا تنازل عن مساره فى شتى الميادين، ومختلف المجالات.
مصر التى تسكن قلوبنا، لا يرضى لها شعبها إلا العزة، وعلو الهامة، ورفعة القدر، والمقدار، ولن يتقبل قاطنيها إلا النصر المبين على كل من يبتغى النيل من مقدراتها، أو التجرؤ على ترابها المقدس؛ فسلاح التنمية فى أيد تكد، وتكافح، وتجتهد وتقدم أفضل ما لديها؛ كى تخرج البلاد من عوزها؛ لاكتفائها، وهنا أؤيد محاربة الإرهاب الأسود، وتقوض كل محاولاته البائسة، حتى يتأكد لنا أن الوطن آمنٌ، مستقرٌ، ولا يسعنا ألا أن نكون مشاركين فى منظومة بناء هذا البلد، صاحب الراية الخفاقة، التى ننظر إليها بكل فخر، وعزة على الدوام.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.

