تحالفات عراقية متقلبة: بين انقسامات الساحة السنية وفرص البيت الشيعي
الانقسامات السنية وتأثيرها على التحالفات المستقبلية
منذ عام 2003، شهدت الساحة العراقية تحالفات متقلبة بين البيوت السياسية الكبرى، والتي غالباً ما كانت محكومة بمصالح آنية أكثر من ارتباطها برؤية استراتيجية. ومع كل دورة انتخابية، تتجدد الانقسامات وتُعاد صياغة التحالفات وفق موازين قوى جديدة. حالياً، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت القوى العراقية قادرة على إنتاج صيغة سياسية تلبّي طموحات المواطنين وتكسر الحلقة المفرغة من الأزمات.
رؤية الأكاديميين: فرص وتحديات
أكد الباحث والأكاديمي نبيل العزاوي أن الانشقاقات بين القوى السنية أخذت مديات أبعد مما كانت، مما قد يؤثر سلباً على تحالفاتها المستقبلية. يرى العزاوي أن البيت الشيعي قد يستثمر هذا الضعف عبر استقطاب بعض القوى السنية المتخاصمة مع منافسيها وإدخالها في تحالفاته بعد إعلان نتائج الانتخابات.
تحديات البيت السني وفرص البيت الشيعي
تتصاعد حدة الانقسامات داخل البيوت السياسية العراقية، خصوصاً في الساحة السنية، حيث تتبادل القوى الاتهامات وتغرق في صراعات داخلية مفتوحة. يعتقد باحثون أن هذه الانقسامات لن تبقى دون استثمار، إذ قد تصب بشكل مباشر في صالح البيت الشيعي، الذي يسعى لتوظيفها في بناء تحالفات جديدة قادرة على إعادة تشكيل ملامح المرحلة المقبلة.
تحالفات مستقبلية مرنة
يعتقد العزاوي أن التحالفات المستقبلية لن تذهب باتجاه واحد أو طيف سياسي محدد، بل ستشهد تنوعاً قد يغيّر من النمط والسلوك القديم. يشير إلى أن المواطن العراقي لم يعد يقبل بالشعارات السابقة، بل بات يبحث عن تحالفات قادرة على تقديم الخدمات بشكل فعلي. يعتبر أن المزاج الشعبي الضاغط سيدفع نحو إنتاج معادلات سياسية جديدة، بعيدة عن الأطر التقليدية التي أثبتت فشلها.
مستقبل التحالفات السياسية في العراق
أضاف العزاوي أن البيت الشيعي يمكن أن ينجح في فتح صفحة جديدة تختلف عن الصفحات السابقة، والتي لم تكن بمستوى الطموح أو الفاعلية المرجوة. يرى أن القوى السنية بدورها تبحث عن وجود حقيقي في المرحلة المقبلة، يقوم على أساس الشراكة الجادة لا أنصاف الحلول. يشير إلى أن المتغيرات الإقليمية والدولية تدفع الجميع نحو صياغة تحالفات مرنة، أكثر ارتباطاً بمصالح الداخل العراقي.
التحديات والفرص في الساحة السياسية العراقية
ما بين انقسامات البيت السني ومحاولات البيت الشيعي للاستثمار فيها، يظل المشهد السياسي مفتوحاً على احتمالات متعددة. فمن جهة، تتآكل الثقة الشعبية بالقوى التقليدية بسبب صراعاتها الداخلية، ومن جهة أخرى، يتنامى الوعي الشعبي بضرورة التحالفات الخدمية، وهو ما قد يفرض معادلات جديدة. وإذا ما أحسن البيت الشيعي استثمار اللحظة، فقد يجد نفسه أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء شراكة سياسية أكثر رسوخاً، وإن كانت محكومة بالقدرة على الاستجابة الفعلية لمطالب الشارع.

