استعدادات انتخابية وترويج مزاعم عن تهريب أسلحة في المناطق الغربية
على وقع الاستعدادات المتسارعة للانتخابات، طفت المناطق الغربية على سطح المشهد السياسي كأحد أبرز محاور النقاش والاتهام، إثر تداول مزاعم عن وجود عمليات تهريب للأسلحة من الأراضي السورية عبر معابر غير رسمية، وهو ما نفته السلطات الأمنية في محافظة نينوى بشكل قاطع.
ردود الأفعال الأمنية
يرى متابعون للشأن الأمني والسياسي أن إعادة ترويج مثل هذه الروايات دون أدلة موثقة قد يعكس توظيفاً انتخابياً محتملاً للمخاوف الأمنية التاريخية في تلك المناطق، بهدف توجيه الرأي العام أو إرباك المشهد السياسي فيها. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، محمد جاسم الكاكائي، نفى وجود أي معبر وهمي يُستخدم لتهريب الأسلحة من سوريا إلى العراق، مؤكداً أن الحديث عن دخول سلاح ثقيل أو متوسط عبر الحدود "غير دقيق ومجافٍ للحقيقة الميدانية".
خلفية المزاعم
كانت مواقع تواصل اجتماعي قد تداولت في وقت سابق مزاعم نشرها أحد الصحفيين العراقيين، تحدّث فيها عن "تهريب أسلحة متنوعة من سوريا إلى المناطق الغربية"، دون الإشارة إلى مصادر موثوقة أو تقديم أدلة تثبت صحة هذه الادعاءات.
تأكيدات أمنية
وقال الكاكائي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "المعبر الوحيد الذي يربط محافظة نينوى بسوريا هو معبر اليعربية، وهو معبر رسمي ومغلق، ولا يُفتح إلا في حالات استثنائية وبموافقة مباشرة من رئيس مجلس الوزراء"، مشدداً على أن "الحدود الشمالية الغربية للعراق مؤمنة بالكامل، وتخضع لرقابة القوات الأمنية والكاميرات، وتنتشر على طولها مفارز لحرس الحدود بمعدل مفرزة لكل كيلومتر".
تحذيرات من زعزعة الاستقرار
ويحذر مراقبون من أن هذا النوع من الإشاعات، في حال تداوله دون تمحيص، قد يُسهم في زعزعة الثقة بالوضع الأمني المستقر نسبياً في المحافظات المحررة، لا سيما وأن هذه المناطق سبق أن شكّلت خاصرة رخوة سمحت لتنظيم داعش بالتمدد خلال سنوات ما بعد الانسحاب الأمريكي، في ظل صراعات سياسية محلية معقّدة.
تحسين الأداء الأمني
بحسب تقديرات عدد من المختصين في الشأن الأمني، فإن المنطقة الغربية شهدت خلال السنوات الأخيرة تحسناً واضحاً في الأداء الأمني، نتيجة العمليات المتكررة التي تنفذها القوات العراقية في الصحارى والمناطق الحدودية، فضلاً عن تحسّن التنسيق الاستخباري وانتشار مفارز الرقابة التقنية، بما يُصعّب عملياً أي محاولة تهريب ممنهجة أو حركة سلاح غير مرصودة.
ضرورة المهنية الإعلامية
وفي الوقت ذاته، شدد المختصون على ضرورة تعزيز المهنية الإعلامية في التعاطي مع القضايا الأمنية الحساسة، وتجنّب توظيفها سياسياً أو التسرّع في تبني سرديات غير مدعومة بالأدلة، خاصة في بيئات انتخابية مشحونة تتأثر سريعًا بالشائعات.

