تحذير من تقييد الإعلام الحر في العراق
حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي من مخاوف تقييد الإعلام الحر المؤثر في العراق، وسط صمت مرعب من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. المالكي كتب على تويتر: "ظاهرتان خطيرتان تهددان نظامنا الديمقراطي الدستوري: الأولى تتمثل في ملامح الأزمة السياسية. والثانية في مهاجمة الإعلام الحر وفقاً للمصالح، وفي ظل صمت مرعب من المؤسسات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية".
تهديدات الإعلام الحر
أضاف المالكي أن الظاهرة الثانية تتمثّل في السعي لتقييد الإعلام الحر المؤثر، وجعله محصوراً في زاوية محدّدة، وإبعاده عن ملامسة القضايا الجوهرية التي ترتبط بالمصالح العليا للشعب العراقي. وأكد على أن الإعلام يُعدّ الوجه الأبرز للدستور والحياة الديمقراطية، وعلى الإعلام الابتعاد عن التسقيط واستهداف المؤسسات الوطنية.
انتخابات برلمانية قادمة
يأتي تحذير المالكي مع تحضير القوى السياسية العراقية لمعركة الانتخابات البرلمانية في البلاد. القوى السياسية والحزبية العراقية، وفي مقدمتها القوى الشيعية، تتقدم للانتخابات البرلمانية المقبلة في العاصمة بغداد. رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني قرّر دخول الانتخابات حاملاً "الرقم واحد"، بينما قرّر المالكي دخول الانتخابات حاملاً "الرقم واحد" أيضاً.
تاريخ الإعلام العراقي
بعد عام 2003، خرج الإعلام العراقي من حالة الحزب الواحد والرمز الواحد إلى فضاء واسع جداً. لكنه لا يزال يدفع ضريبة الخلاص من قيود الديكتاتورية إلى خروق الفضاء الديمقراطي. الإعلام العراقي لم يعد يخشى سطوة الحزب الواحد والزعيم الواحد، بل يخشى المجهول نتيجة تضارب المواقف بين مختلف الأطراف السياسية.
فوضى إعلامية
تعدّ وسائل الإعلام العراقية تعمل على اتباع الصيَغ المهنية في التعبير، وفي صناعة المحتوى الإعلامي المناسب بقصد التاثير في الجمهور. لكن تراجع مبيعات الصحف اليومية إلى حدود متدنّية جداً وانعدام البنى التحتية القوية لوسائل الإعلام الأخرى حالا دون خضوع المنافسة بينها لمعايير الجودة وصناعة المحتوى الهادف.
نظام التفاهة
دخل مفهوم "نظام التفاهة" إلى الخطاب الإعلامي العراقي، وهو نظام يعتمد على افتعال محتوى لأغراض جلب المشاهدات، بدون اهتمام بمستوى المحتوى. الجامعات العراقية لا تزال تدرس المواد ذات المحتوى الهادف، ولكن خريجوها يصطدمون بنوع من الخطاب الإعلامي المفتقر إلى كل المعايير المطلوبة في الوسائل الهادفة العالية المهنية.