التعليم الجيد للأبناء حلم جميع الآباء والأمهات، ومع التسلسل الزمنى للتعليم، نجد هناك سنوات فاصلة فى حياة الطلاب تحدد مسيرة تعليمهم، وأول تلك المحطات محطة الشهادة الإعدادية، فيتحدد عبرها استكمال الطالب للتعليم الثانوي.
وثانى تلك المحطات ماراثون الثانوية العامة وامتحان الدبلومات الفنية، فعبرها يتم استكمال الطالب لتعليمه الجامعى حسب المجموع.
وجميع الأسر المصرية ترفع درجة الطوارئ فى امتحان الشهادات وتعتبرها سنه تحديد المصير.
وعندما تعلن أى أسرة مصرية عن وجود أحد أبنائها فى ماراثون الثانوية العامة تجد ترقبا ودعاء وطوارئ داخل الأسرة، فكل مقدرات الأسرة مسخرة لطالب الثانوية العامة، وتبدأ قائمة الممنوعات.
ممنوع الصوت العالى أخوكم أو أختكم ثانوية عامة، اتأخرت ليه السنه دى ثانوية عامة، وقائمة طويلة من التحذيرات كون تلك السنة سنة مصير يتحدد من خلالها مسار التعليم سواء فى الجامعات أو المعاهد.
وهناك موروث ثقافى لطلبة الثانوية العامة بأن النجاح والفشل محصلة مشتركة بين قدرات الطالب على التحصيل للمناهج عبر المدرسة والمدرسين، مع حتمية التهيئة النفسية عبر الأسر للطلاب مع توفيق المولى عز وجل.
ودائما هناك مقولة تتردد إذا أردت أن تنجح ابحث عن الوسيلة وإذا أردت أن تفشل ابحث عن المبررات.
وبعد ظهور نتيجة الثانوية العامة لا بد أن نرضى بقضاء الله تعالى وقدره.
فالجميع اجتهد والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، فيجب على كل أب وأم عدم مقارنة أبنائهم بالآخرين.. فكل طالب له ظروفه وقدراته، فالتفوق لا يقتصر على دخول كليات بعينها فالكليات ليست كليه الطب ولا كلية الهندسة ولا كلية الإعلام وغيرها من كليات القمة حسب الموروث الثقافى للأسر المصرية.
فيجب أن نساير العصر ونتطور من فكرتنا عن التعليم الجامعى ونربطه بسوق العمل ودخول عصر الذكاء الصناعى والبرمجة والحاسبات والمسميات الجديدة، وهناك فرص واعدة لتحقيق الأحلام عبر الجامعات الحكومية والجامعات الأهلية والجامعات الخاصة.
ومن الممكن خوض التجربة مرة أخرى لتحقيق الأحلام والحصول على مجموع مرض، فلا بد أن نفرح ونشجع أبناءنا ولا نقسو عليهم فى العتاب فى حاله عدم الحصول على مجموع معين، فلابد أن نحترم قدراتهم.
فالنجاح يكمن فى قدرة الطالب على اجتياز عتبة الثانوية العامة مع وضع بدائل يسعى لتحقيقها فى المستقبل، فالإنسان يستطيع أن يكون حينما يعمل ويجتهد ويبدع، فالثانوية العامة مرحلة وليست نهاية المطاف والأحلام لا تنتهى على عتبتها.
وأحيى جهود الدولة على تطوير التعليم الثانوى للقضاء على بعبع الثانوية العامة بما يمثله من ضغط نفسى ومعنوى على الطالب وأولياء الأمور.
ولا بد أن يعلم الجميع أن سر النجاح مرتبط بالعمل الدؤوب والمذاكرة والبحث عن بدائل وحلول للتحديات، مع عدم التفكير فى اليأس ودائما لا بد أن يكون راسخ فى ضمير كل منا كآباء وأبناء ومسئولين أن الخيرة فيما اختاره الله سبحانه وتعالى.
تعاملوا مع أقداركم أبنائى الطلاب بالرضى والسرور وافتحوا للفرح الباب.
طبتم فى فرحة وسعادة والناجح يرفع إيده، ومن لم يوفق فى الحصول على مجموع مرض فالفرصة أمامك اما فى دخول كلية تلائم مجموعك وتتماشى مع سوق العمل، أو أخذ فرصة أخرى وهذا ما سيحققه نظام البكالوريا الجديد.

