تحذيرات سياسية حول سوريا
تحذيرات سياسية جديدة تضع الأحداث الجارية في سوريا، لاسيما في محافظة السويداء، ضمن سياق أوسع يرتبط بمشاريع جيوسياسية قديمة تسعى إلى إعادة رسم خارطة الجغرافيا بما يخدم المصالح الإسرائيلية، وسط صمت دولي وغطاء أمريكي معلن.
مشروع "ممر داوود"
ويُعيد هذا الطرح إلى الواجهة ما يُعرف إعلامياً بـ"ممر داوود"، وهو مشروع استراتيجي تسعى إسرائيل من خلاله إلى فرض واقع جغرافي يضمن أمنها القومي عبر تفتيت سوريا إلى مناطق نفوذ متصارعة، وبما يفتح الباب أمام امتدادات أمنية تمتد إلى عمق العراق والأردن ولبنان.
تحذيرات من المخططات الصهيونية
النائب السابق أيوب الربيعي، حذّر من خطورة ما وصفه بـ"المخططات الصهيونية القديمة الجديدة" الرامية إلى تفكيك النسيج السوري وخلق واقع يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية على حساب استقرار المنطقة وأمن الدول العربية المجاورة.
قراءة الأحداث السورية
وقال الربيعي إن "ما يجري في سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء، لا يمكن قراءته كصراع داخلي عفوي، بل هو بداية لتنفيذ أجندة تمزق المجتمع السوري من الداخل عبر إثارة الفتن الطائفية والدفع نحو صراع أهلي مدمر". وأضاف أن "حجم المجازر وفوضى المشهد السوري الحالية تشير إلى تدخلات خارجية واضحة تصبّ جميعها في مصلحة الكيان الصهيوني".
مشروع "ممر داوود" ومهدداته
ما يُعرف بـ"ممر داوود" هو مصطلح متداول في بعض الأدبيات السياسية التي تتحدث عن مشاريع إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة هندسة الجغرافيا السورية بما يضمن تفكيك أي تهديد مستقبلي على حدود إسرائيل. وبحسب مختصين، تسعى إسرائيل من خلال هذا المشروع إلى خلق امتدادات آمنة من الجنوب السوري إلى شماله.
الدعم الأمريكي للمشروع
وأوضح الربيعي أن "تل أبيب تعمل على استغلال الفوضى لإحياء مشروعها المعروف بـممر داوود"، وبيّن أن "الولايات المتحدة تبارك هذا التوسع الصهيوني في المنطقة، وتغطيه سياسياً وعسكرياً، خدمة لأجندة غربية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي". محذراً من أن "المنطقة تواجه تصعيداً أمنياً خطيراً قد لا يبقى محصوراً في الجغرافيا السورية".
التداعيات المحتملة
ويرى مراقبون أن الأحداث في الجنوب السوري لا يمكن عزلها عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تتلاقى مشاريع أمنية إسرائيلية مع مصالح أمريكية في تفتيت خارطة النفوذ الإيراني. ويشير مهتمون بالشأن الإقليمي إلى أن التداعيات المحتملة لهذا المشروع قد لا تتوقف عند حدود سوريا، بل قد تمتد إلى العراق ولبنان والأردن.