التوتر بين إسرائيل وإيران: سيناريو ضربة نووية تكتيكية محدودة
تأثير الضربة النووية على العراق
وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تشير قراءات تحليلية متقاطعة إلى وجود نية إسرائيلية لتنفيذ ضربة نووية تكتيكية محدودة ضد إيران في حال لم تتراجع عن تخصيب اليورانيوم. ووفق متابعين للشأن الإقليمي، فإن هذا السيناريو بات مطروحًا بجدية، ما يفتح الباب أمام تداعيات إقليمية شاملة، خصوصًا على العراق.
تأثير الضربة النووية على العراق
التأثير الأمني
حذر رئيس مركز رفد للدراسات، عباس الجبوري، من أن العراق سيكون من أكثر الدول تضررًا في حال اندلاع هذه المواجهة. وقال الجبوري: "تأثير الضربات النووية التكتيكية على العراق سيكون كارثيًا، خاصة إذا كانت إيران ستطيل الحرب لسنتين وترسل صواريخ مشابهة لما يملك الحوثي". وأضاف أن هذه التطورات تمثل أبرز التحديات على المستوى الأمني والسياسي داخل العراق.
التأثير السياسي
من الناحية الأمنية، فإن الضربات النووية التكتيكية ستزيد من عدم الاستقرار الأمني في العراق، خاصة مع وجود مجموعات مسلحة مختلفة وارتباطات إقليمية معقدة. كما سيواجه العراق تهديدًا أمنيًا مباشرًا نتيجة للضربات النووية التكتيكية، خاصة إذا كانت الأهداف قريبة من الحدود العراقية. بالإضافة إلى ذلك، ستؤثر الضربات النووية التكتيكية على البنية التحتية العراقية، بما في ذلك المدن والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية.
التأثير على العلاقات الإقليمية
ستكون التأثيرات السياسية من خلال التأثير على العلاقات الإقليمية، فالحرب ستؤثر على علاقات العراق مع الدول الإقليمية، خاصة إذا كانت إيران طرفًا فيها. كما سيواجه العراق ضغوطات دولية متزايدة نتيجة للحرب، خاصة إذا كانت هناك مخاوف من انتشار الأسلحة النووية. وكذلك ستؤثر الحرب على الاستقرار السياسي في العراق، خاصة إذا كانت هناك خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع الحرب.
الحلول الممكنة
تعزيز الحوار الإقليمي
تطرح جملة من الحلول الممكنة لتجنيب العراق الانخراط في أي مواجهة قادمة. يجب على العراق تعزيز الحوار الإقليمي مع الدول المجاورة، خاصة إيران، لتجنب الصراعات. كما يجب أن يعمل على تحسين علاقاته الدولية، خاصة مع الدول الكبرى، لتجنب الضغوطات والتدخلات الخارجية.
تعزيز الأمن الداخلي
يجب على العراق تعزيز أمنه الداخلي من خلال بناء قوات أمنية قوية ومؤسسات أمنية فعالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على العراق تعزيز بنيته التحتية، بما في ذلك المدن والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية، لتقليل الأضرار المحتملة للحرب.
التفاوض والوساطة
يمكن للعراق التفاوض مع إيران لتجنب الصراعات وتحسين العلاقات بين البلدين. كما يمكن للعراق الاستفادة من الوساطة الدولية لتسوية النزاعات مع إيران. إضافة إلى ذلك، يمكن للعراق التواصل مع الدول الإقليمية الأخرى لتجنب الصراعات وتحسين العلاقات.
الخلاصة
تعد هذه التوصيات خارطة طريق يمكن أن تُجنب العراق كلفة المواجهة، لكنها تتطلب إرادة سياسية موحدة وتحركًا فعّالًا قبل أن تتطور الأمور إلى صراع شامل. تشير المعطيات إلى أن خيار الضربة النووية التكتيكية لم يعد مستبعدًا في ظل استمرار إيران في التخصيب، وتصاعد لهجة التهديدات من الجانب الإسرائيلي. وإذا ما تحقّق هذا السيناريو، فإن العراق سيواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة. فالحياة وحدها لم يعد كافيًا؛ والدولة العراقية مطالبة بالتحرك على المستويات كافة لتقليل المخاطر المحتملة، وتثبيت موقعها كطرف خارج دائرة الصراع، لا كأرض مستباحة لتداعياته.

