التطريز: جوهر الحرفة وسيد التفاصيل
في كل موسم من مواسم الأزياء الراقية، تبقى للتطريز مكانته الخاصة، لكنه هذا الموسم في "أسبوع الموضة" بباريس لخريف وشتاء 2025 – 2026، تربع بوضوح على عرش التصاميم، مؤكداً أنه ليس مجرد تفصيل زخرفي، بل هو روح الهوت كوتور وجوهره.
التطريز: جوهر الحرفة وسيد التفاصيل
في عالم الكوتور، لا يُقاس الترف فقط بالأقمشة الفاخرة أو القصّات المتقنة، بل بالحِرفية التي تتجلى في كل غرزة خيط، وكل خرزة مشغولة يدوياً. التطريز هو ما يمنح القطعة فرادتها ويميزها عن أي تصميم آخر، فهو يتطلب ساعات لا تُحصى من العمل الدقيق، وأيادي ماهرة تعرف كيف تحوّل الفكرة إلى لوحة فنية قابلة للارتداء.
زهير مراد وإيلي صعب: فخامة التفاصيل الشرقية
في عرض زهير مراد، ظهر التطريز بأسلوبه الأيقوني الذي يجمع بين الفخامة الشرقية والرومانسية الحالمة. الورود المتلألئة والكريستالات المرصّعة رسمت تصاميم أنثوية تنبض بالرقة، بينما جاءت تصاميم إيلي صعب لتواصل رحلته في عالم القصص الملكية، حيث تزيّنت الفساتين بالتطريزات المعقدة بألوان غنية كالأخضر الزمردي والذهبي الفاتح، لتصنع إطلالات أشبه بأحلام مترفة.
طوني ورد وآشي ستوديو: رؤية معاصرة للتطريز
قدّم طوني ورد تفسيراً عصرياً للتطريز، حيث جمع بين الهندسة الدقيقة والزخرفة الخفيفة، فكانت القطع تجمع بين الحداثة والرقي. أما آشي ستوديو فنجح كعادته في تحويل التطريز إلى عنصر درامي، يضفي على تصاميمه طابعاً فنياً يلامس النحت أكثر مما يلامس الخياطة.
فرانك سوربييه وجورجيو أرماني بريفيه: المدرسة الفنية في أقصى تعبيرها
في عرض فرانك سوربييه، بدا التطريز كأنه امتداد لعالم الفن التشكيلي، من خلال تكوينات معقّدة وخيارات لونية جريئة. أما جورجيو أرماني بريفيه فمزج بين البساطة الإيطالية والتطريز الراقي، ليقدّم تصاميم تحاكي الضوء وتلعب على الإيقاع البصري الفاخر من دون مبالغة.
التطريز: توقيع الترف الأصيل
يبقى التطريز في عالم الهوت كوتور أكثر من مجرد تزيين. إنه توقيع الحرفة، ودلالة على الجودة والخصوصية. إنه ما يجعل القطعة قطعة واحدة لا تتكرر، وما يمنح المرأة شعوراً بأنها ترتدي فناً، لا مجرد فستان. وفي أسبوع الموضة هذا، أكد التطريز أنه لا يزال، وسيبقى، سيد التفاصيل في عالم الأزياء الراقية.

