شهدت إيران وإسرائيل تبادلاً لضربات جوية وصاروخية مكثفة في الاثنين، حيث استهدفت البنية التحتية لقطاع الكهرباء، ودخلت الصراع مرحلة جديدة بعد الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية الرئيسية. واعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ موجة من الضربات الجوية على أهداف عسكرية في غرب إيران وطهران خلال الليل، واستهدفت البنية التحتية للصواريخ والرادار في كرمنشاه غرب إيران، وأصيبت منصة إطلاق صواريخ أرض-جو في طهران.
وأشارت وكالات أنباء إيرانية إلى تفعيل الدفاعات الجوية في مناطق وسط طهران، وأن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت “بارشين”، وهو موقع مجمع عسكري جنوب شرق العاصمة. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه تم استهداف 6 مطارات في أنحاء إيران، ودمر 15 طائرة حربية ومروحية قتالية.
استهداف منشأة “فوردو” النووية
كما أعلن المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في منطقة قُم الإيرانية عن تعرض منشأة “فوردو” النووية لهجوم إسرائيلي جديد، بعد يوم من قصف الولايات المتحدة للمنشأة. ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن المتحدث قوله إن “العدو نفّذ قبل لحظات هجوماً جديداً استهدف موقع فوردو النووي”، مؤكداً أن الجهات المختصة تتابع الوضع عن كثب.
وارتفعت مخاوف من تصعيد الصراع بعد هذه الهجمات، خاصة مع تعهد إيران بالدفاع عن نفسها. وفي غضون ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة ضد الطرق المؤدية إلى منشأة “فوردو” تحت الأرض، موضحاً أن الضربات كانت تهدف إلى “تعطيل” إمكانية الوصول إلى الموقع.
قصف مكثف على طهران
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي يضرب حالياً وبقوة غير مسبوقة أهدافاً للنظام وهيئات حكومية في قلب طهران، بما في ذلك مقر الباسيج، وسجن إيفين للسجناء السياسيين ومعارضي النظام، وساعة (تدمير إسرائيل) في ميدان فلسطين، ومقر الأمن الداخلي للحرس الثوري، وأهداف أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم ترد تقارير عن إصابة أي من السجناء في الهجوم، الذي يبدو أنه كان يهدف إلى “السماح للمعتقلين بالهروب”. كما نشر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لقطات لعملية استهداف السجن عبر حسابه على “إكس”، وكتب معها بالإسبانية “تعيش الحرية”.
تكتيكات إيرانية جديدة
وقال “الحرس الثوري” الإيراني في بيان أن الموجة الحادية والعشرين من عمليات “الوعد الصادق 3″، بدأت بإطلاق صواريخ تعمل بالوقود السائل والصلب، إلى جانب هجمات مركبة بواسطة طائرات مسيّرة ذكية.
ونقلت وكالة “تسنيم” عن البيان، أن “صواريخ (قدر H) الباليستية متعددة الرؤوس من طراز (خيبر)، مع توظيف تكتيكات جديدة ومباغِتة لضمان إصابة أكثر دقة وتدميراً وفعالية، حيث تم استهداف مواقع استراتيجية منتشرة في عمق الأراضي المحتلة من الشمال إلى الجنوب وحتى الوسط”.
وأضاف البيان، أن العمليات الهجومية المؤثرة ستتواصل بقوة أكبر، من خلال استغلال الثغرات في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، باستخدام تكتيكات خاصة ومتطورة، ولن تتوقف عمليات الطائرات المسيّرة القتالية “لحظةً واحدة خلال النهار”.
انقطاع الكهرباء
وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية، عودة التيار الكهربائي بعد سقوط صاروخ باليستي إيراني بالقرب من محطة كهرباء في أسدود جنوب إسرائيل، صباح الاثنين.
وقالت الشركة: “قامت الفرق بإعادة التيار الكهربائي إلى جميع المستهلكين”، وذلك بعد أن شهدت عدة بلدات في المنطقة انقطاعاً في التيار الكهربائي.
ترقب لرد إيران
وتعهدت طهران بالدفاع عن نفسها، الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد إيران.
وفي حين واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل، غير أنها لم تتخذ بعد أي إجراء ضد الولايات المتحدة نفسها، سواء عبر استهداف قواعد أميركية، أو عرقلة 20% من شحنات النفط العالمية التي تمر قرب سواحلها عبر مضيق هرمز.
وذكر إبراهيم ذو الفقاري المتحدث باسم مقر “خاتم الأنبياء” العسكري المركزي في إيران، أنه على الولايات المتحدة أن تتوقع “عواقب وخيمة” على أفعالها.