استقالة موظفة في مايكروسوفت احتجاجاً على دعم الشركة للجيش الإسرائيلي
استقالت مريم شلبي، مهندسة برمجيات مصرية مقيمة في القاهرة، من عملاق التكنولوجيا الأميركي مايكروسوفت، متهمةً الشركة بالتواطؤ فيما وصفته بـ"الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة". هذا القرار جاء بعد أن اتضح لها أن الشركة توفّر دعمًا تقنيًا للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام خدمات السحابية وآداة الذكاء الاصطناعي.
خلفية الاستقالة
مريم شلبي لم تكن وحدها في قرارها، فقد كان هناك مجموعة كبيرة من موظفي مايكروسوفت الذين استقالوا احتجاجاً على علاقات الشركة بالحكومة الإسرائيلية. ومن بين الموظفين الآخرين الذين استقالوا في الأشهر الأخيرة ابتهال أبو سعد، وفانيا أجراوال، وموظف معروف باسم "جو". جميعهم أعلنوا عن استقالتهاهم كمظاهرة ضد دعم الشركة للجيش الإسرائيلي.
رسالة الاستقالة
في رسالة بريد إلكتروني على مستوى الشركة أُرسلت في يونيو، أعلنت شلبي استقالتها، مشيرة إلى أنها لم تعد قادرة على البقاء في شركة ترى أنها تُمكّن من تنفيذ عمليات عسكرية مسؤولة عن معاناة مدنية واسعة النطاق. كانت قد بدأت حياتها المهنية في مايكروسوفت بفرصة العمل في شركة تحتضن العقول اللامعة وتعزز المعايير الأخلاقية الراسخة، ولكن مع مرور الوقت، ازدادت مخاوفها بعد إطلاعها على عقود مايكروسوفت مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وخاصةً استخدام خدماتها السحابية وأدوات الذكاء الاصطناعي.
ردود الفعل
أشارت مريم شلبي إلى تقرير للأمم المتحدة نُشر في مايو، والذي ذكر أن أكثر من 54 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 15 ألف طفل، قُتلوا في غزة منذ السابع من أكتوبر. ووصف التقرير نفسه تأثير الحصار على المساعدات الإنسانية بأنه انتهاك للقانون الدولي. بدلاً من اتخاذ موقف مبدئي، زعمت شلبي أن مايكروسوفت "عززت العنف بشكل نشط" من خلال دعمها التكنولوجي.
انتقادات للشركة
انتقدت مريم الثقافة الداخلية للشركة، متهمةً القيادة بفرض رقابة على اتصالات الموظفين والانتقام من الموظفين الذين أثاروا اعتراضات أخلاقية. وكتبت: "لقد تجاهلوا مخاوف الموظفين ووسائل الإعلام لأشهر، ويحاولون الآن إسكات من يتحدث". وأشارت إلى منشور حديث لشركة مايكروسوفت على مدونتها، اعترفت فيه الشركة بتوفير "وصول خاص" إلى تقنياتها، مدعيةً أنها لا تملك رؤية واضحة لكيفية استخدام العملاء لها. ووصفت البيان بأنه محاولة فاشلة لإدارة صورتها العامة.
الدعوة للعمل
في رسالتها، حثت شلبي زملاءها الموظفين على مواصلة التحدث داخليا أو الاستقالة احتجاجا. وكتبت: "لم يعد التقاعس عن العمل خيارا". وأيدت استق著علنا حملة "لا لآزور للفصل العنصري"، وهي حملة يقودها موظفو مايكروسوفت للمطالبة بإنهاء الشركة جميع عقودها مع الجيش الإسرائيلي.
ردود الفعل على الاستقالة
أكدت مايكروسوفت في مايو أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تستخدم خدماتها السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، لكنها نفت تورطها في هجمات على المدنيين. واعترفت أيضا بتقديم دعم طارئ محدود للحكومة الإسرائيلية في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (हमास) في السابع من أكتوبر، والذي قالت إنه كان يهدف إلى مساعدة عمليات إنقاذ الرهائن. ومع ذلك، استمرت المطالبات بإنهاء دعم الشركة للجيش الإسرائيلي، حيث رأت مريم شلبي وزملاؤها أن الشركة لا تنفذ دورًا إيجابيًا في المنطقة.

