اقتصاد الطيران المنخفض: السبيل الجديد للنمو في الصين
خلفية الاقتصاد
قدمت الحكومة الصينية دعماً قوياً لإنتاج الطائرات المسيرة لسنوات طويلة، من خلال إعفاءات ضريبية وإعانات ومجمعات صناعية، لكنها الآن، تسعى إلى دمجها في قطاعات اقتصادية وجعلها محركاً جديداً للنمو. تفوقت الصين في إنتاج الطائرات المسيرة، وتُعدّ شبكة الطائرات المسيرة في مدينة شنتشن الصينية، التي أطلقت عليها السلطات اسم "مدينة السماء"، جوهر جهود الصين لتنمية ما يُسمى "اقتصاد الارتفاعات المنخفضة".
اقتصاد الارتفاعات المنخفضة
يشير مصطلح "اقتصاد الارتفاعات المنخفضة" إلى الأنشطة الاقتصادية التي تحدث في المجال الجوي على ارتفاعات منخفضة، عادةً حتى 1000 متر فوق سطح الأرض، باستخدام الطائرات المأهولة وغير المأهولة. في حين أن الحكومة والجيش هما من قادا الطلب حتى الآن، يسعى مصنعو المسيرات لإبرام صفقات مع عملاء تجاريين.
هيمنة الصين
تهيمن بكين على إنتاج المسيرات التجارية، وتُمثّل ما بين 70 إلى 80% من الإمدادات العالمية، وفقاً لشركة "درون إندستري إنسايتس". تُسيطر الصين أيضاً على البحوث والتطوير، إذ استحوذت على 79% من براءات اختراع الطائرات المسيرة المعتمدة عالمياً، العام الماضي.
تطورات سوقية
قال لي تشيزهاو، مدير التسويق في شركة "هاروار"، التي تُطور المسيرات المستخدمة في المدارس وتُصنع أيضاً مسيرات لمكافحة الحرائق وتفتيش الطرق: "انتقل اقتصاد الطيران منخفض الارتفاع تدريجياً من مرحلة المفهوم إلى مرحلة التطبيق الناضج.. إنه يُظهر إمكانات سوقية هائلة".
طموحات صينية
تتوقع إدارة الطيران المدني الصينية أن ينمو حجم سوق اقتصاد الطيران المنخفض، الذي يشمل ابتكارات أخرى مثل السيارات الطائرة، 5 أضعاف ليصل إلى 3.5 تريليون يوان صيني (نحو 490 مليار دولار) بحلول عام 2035. وفي إشارة إلى طموحات الصين في هذا القطاع، أنشأت الجهة المُخططة للدولة، العام الماضي، قسم تطوير اقتصاد الطيران المنخفض.
تطبيقات الطائرات المسيرة
وفقاً لأحدث الأرقام المُتاحة، بلغ عدد الطائرات المسيرة المُسجلة لدى إدارة الطيران المدني الصينية ما يقرب من 2.2 مليون مسيرة، في نهاية العام الماضي. يُستخدم نحو ثلث الطائرات المسيرة في البلاد في الزراعة أو الغابات، بينما يُستخدم أكثر من 20% منها في المسوحات الجغرافية.
مستقبل الصناعة
صرح رئيس العمليات في شركة JIS، الصينية المُصنّعة للطائرات دون طيار الزراعية، وو يودونج، بأن المسيرات يُمكن أن تُقلل الوقت اللازم لرش المبيدات الحشرية أو الأسمدة إلى أقل من دقيقة واحدة لكل "مو". لكن مبيعات JIS من طائرات التدريب دون طيار، التي طُرحت قبل أقل من عام لتعليم الأفراد من مختلف القطاعات كيفية قيادة هذه الأجهزة، تفوق الآن مبيعات منتجاتها الزراعية الأساسية.