الصراع بين إيران وإسرائيل: حرب وجودية تصعيدية
بغداد اليوم – بغداد
الصراع الحالي: حرب وجودية
وصف المختص في العلاقات الدولية، خالد زين الدين، اليوم السبت (14 حزيران 2025)، الصراع العسكري الحالي بين إيران وإسرائيل بأنه “حرب وجودية” تتجاوز كونها مجرد مواجهة عسكرية عابرة، مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة، بل ثمرة تخطيط مسبق تسعى من خلاله تل أبيب إلى إخضاع طهران ومحور المقاومة عبر مواجهة شاملة.
استراتيجية إسرائيل
وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، أكد زين الدين أن "إسرائيل ماضية في استراتيجيتها لتدمير البنية العسكرية والسياسية الإيرانية، وتسعى بشكل واضح إلى استدراج أطراف المحور الإقليمي إلى معركة كبرى تعيد رسم موازين القوى في المنطقة".
لحظة تبدل استثنائية
وأشار إلى أن "المنطقة تمر اليوم بـ"لحظة تبدل استثنائية"، حيث تتدحرج كرة النار بسرعة في اتجاه تصعيد خطير، في وقت لم تعد فيه الدول الكبرى عامل توازن أو تهدئة، بسبب تشابك مصالحها الاقتصادية، مما يجعلها أقل استعدادا للمغامرة بدعم أحد المحاور بشكل علني".
مرحلة حاسمة
"التغيير آتٍ لا محالة"
التشابك الجيوسياسي
شبّه زين الدين ما يجري حاليًا بـ"مرحلة ما قبل اجتياح العراق في 2003، من حيث التشظي السياسي والرهانات الدولية المتقاطعة"، مضيفا أن "المعركة قائمة، لكن الحسم لم يتضح لمن سيكون"، مشددا على أن "الممرات الدولية الحيوية ستصبح ساحات صراع مباشرة، إلى جانب آسيا الوسطى التي تعد جزءا من المخطط الأكبر لتغيير الخارطة الجيوسياسية وإعادة ترتيب التوازنات".
مآل الصراع
وختم بالقول إن "التغيير آتٍ لا محالة، لكن ما يزال الغموض سيد الموقف بشأن من سيمسك بدفة المرحلة المقبلة في منطقة تقف اليوم على حافة الانفجار الشامل".
جذور الصراع الطويل
تاريخ الصراع
تعود جذور الصراع بين إيران وإسرائيل إلى عقود من التوترات المتراكمة، يغذيها اختلاف جوهري في الرؤى السياسية والأيديولوجية، حيث ترى طهران أن وجود إسرائيل يشكل تهديدا مباشرا للعالم الإسلامي ولقضية فلسطين، بينما تعتبر إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني والدعم الإيراني للجماعات المسلحة في لبنان وسوريا وغزة يشكل تهديدا لأمنها القومي ووجودها ذاته.
تدهور العلاقات
ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979، اتخذت العلاقات بين الطرفين منحى عدائيا واضحا. وازدادت التوترات حدة خلال العقود الأخيرة مع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، لا سيما من خلال دعم “حزب الله” في لبنان، والحوثيين في اليمن، فضلا عن الوجود العسكري المباشر في سوريا.
من الاشتباك بالوكالة إلى المواجهة المباشرة
تصعيد الصراع
لكن مع التصعيد الأخير، انتقل الصراع من حالة “الاشتباك بالوكالة” إلى مواجهة مباشرة ومعلنة، خصوصا بعد سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة، سواء في البر أو عبر الطائرات المسيّرة أو في المجال السيبراني.
تحول في المعركة
ويرى مراقبون أن "ما نشهده اليوم قد يمثل تحوّلا مفصليا، حيث لم تعد المعركة مقتصرة على كسر النفوذ، بل أصبحت أقرب إلى معركة وجود يراد منها إقصاء الطرف الآخر عن المشهد الإقليمي".
عجز المجتمع الدولي
في ظل هذا التصعيد، يبقى المجتمع الدولي عاجزا عن التدخل الحاسم، نظرا لتداخل المصالح وتعقيد الحسابات، مما يجعل المنطقة على صفيح ساخن مرشح للانفجار في أي لحظة.