أثار إلغاء مقابلة كان من المفترض أن تجمع بين المذيع البريطاني الشهير جاري لينكر ونجم ليفربول محمد صلاح جدلًا حادًا داخل الأوساط الإعلامية البريطانية، بعدما كشفت تقارير صحفية عن أن المخاوف من مناقشة الحرب في غزة كانت السبب الرئيسي وراء إلغاء الحوار.
وكانت المقابلة مقررة ضمن الحلقة الختامية لمسيرة لينيكر كمقدم لبرنامج “يوم المباراة” على قناة بي بي سي، وهي الحلقة التي بثّت بنهاية موسم الدوري الإنجليزي 2024–25، وأشاد بها المتابعون باعتبارها نهاية حقبة امتدت لأكثر من 26 عامًا.
لكن صحيفة “صن” البريطانية نقلت عن مصادر داخل القناة أن مسؤولي بي بي سي قرروا بشكل مفاجئ إلغاء المقابلة، خشية أن يتطرق لينيكر وصلاح إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لا سيما في ظل مواقف محمد صلاح الداعمة سابقًا لغزة والفلسطينيين، والتي عبّر عنها في مناسبات مختلفة.
قرار الإلغاء جاء في وقت حساس بالنسبة لجاري لينيكر، الذي أعلن انسحابه من التغطية الإعلامية إلى أجل غير مسمى، بعد تعرضه لانتقادات واسعة إثر مشاركته منشورًا على إنستغرام تضمّن مصطلحًا مرتبطًا بخطاب معادٍ للسامية. وقد اعتذر لاحقًا عن الأمر، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد الإساءة، وأنه “أدرك الخطأ والانزعاج الذي تسببت فيه مشاركته”.
وقال لينيكر في بيانه: “أشعر أن التراجع عن تقديم البرامج الآن هو الخيار المسؤول. لن أنشر أي محتوى قد يُفهم على أنه معادٍ للسامية بشكل متعمد مرة أخرى.”
ورغم سيل التقارير، نفت هيئة الإذاعة البريطانية رسميًا أن يكون الإلغاء مرتبطًا بأي توجه سياسي أو مخاوف أمنية، قائلة في بيان رسمي: “تم إلغاء المقابلة ببساطة لأنها كانت مقررة للبث بعد آخر ظهور لغاري لينيكر في البرنامج، وسيكون من الخطأ الإيحاء بأي سبب آخر”.
لكن الجدل تصاعد بعد أن أشارت تقارير إضافية إلى أن القرار جاء “من العدم”، وأنه كان هناك “قلق داخلي كبير” من أن تكون غزة موضوعًا يطرحه الحوار بين لينيكر وصلاح، في وقت حساس سياسيًا، خصوصًا بعد الجدل الذي فجره منشور لينيكر المثير.
أنهى لينكر رسميًا، عمله في بي بي سي بعد أكثر من ربع قرن كمقدم لبرنامج يعتبر حجر أساس في التغطية الرياضية البريطانية.
وقال مدير الرياضة في بي بي سي، أليكس كاي جيلسكي، في رسالة داخلية للموظفين: “من المحزن أن نقول وداعًا لمذيع رائع مثل جاري. كان صوته مؤثرًا في تغطيتنا الرياضية لعقود، وسنفتقده كثيرًا”.
من جانبه، لم يصدر أي تعليق من محمد صلاح حول الواقعة، وهو المعروف بتجنبه التورط في سجالات سياسية علنية، رغم مواقفه الإنسانية الواضحة تجاه غزة وفلسطين، والتي سبق أن لاقت إشادة جماهيرية واسعة.
