تدمير المواقع الأثرية في سوريا
كشفت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية عن أن خمسة من المواقع الأثرية السورية الستة المسجلة لدى منظمة يونسكو كموقع أثري عالمي قد أصيب بدمار كبير جراء الحرب الدائرة في سوريا.
فقد طال الدمار مواقع ومباني أثرية في كل أرجاء سوريا، بما فيها مساجد تاريخية ومبان حكومية وقصور، وقد استحالت بعضها إلى محض أنقاض حسبما يقول باحثون ومختصون لدى الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم، الذين أضافوا أن الموقع الحضاري الوحيد الذي سلم من التدمير هو مدينة دمشق القديمة.
حلب
وقع أشد الدمار في مدينة حلب التي تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة باستمرار منذ قديم الزمان.
الدمار الذي حل بمسجد حلب الكبير
شهدت مدينة حلب الشمالية، التي كانت إلى عهد قريب تعتبر عاصمة سوريا الاقتصادية، والتي يعود تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد، أشد المعارك في الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا.
وتكشف الصور الملتقطة في عامي 2011 و2014 مدى الدمار الذي أصاب مسجد المدينة الكبير، الذي يعتبر واحدا من أهم المعالم الأثرية في حلب.
فقد هوت مئذنة المسجد السلجوقية ذات الـ 50 مترا، والتي كانت تعد واحدة من أهم المباني في سوريا في العصور الوسطى نتيجة القصف في مارس / آذار 2013 (السهم الأحمر)، كما تسبب القصف في انهيار جزئين من جدار المسجد الشرقي (السهمان الأزرقان).
الدمار الذي أصاب الجزء الجنوبي لقلعة حلب
كما حل دمار كبير بالجزء الجنوبي من قلعة حلب التي تضم العديد من الدوائر الحكومية.
ففي الفترة المحصورة بين ديسمبر / كانون الأول 2011 وأغسطس / آب 2014، دمر مسجد الخسروية (السهم الأخضر) كما أصيب السراي الكبير الذي كان مقر محافظ حلب بضرار كبيرة (السهم البرتقالي).
كما دمرت قبة حمام يلبوغة الناصري الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر والذي يعتبر واحدا من أجمل حمامات سوريا (السهم البنفسجي).
مدينة بصرى القديمة
تحوي مدينة بصرى، أو بصرى الشام، الواقعة في محافظة درعا الجنوبية، الكثير من الآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
ولكن في الفترة بين أكتوبر / تشرين الأول 2009 وأبريل / نيسان 2014، بدأت آثار القصف بالظهور على آثارها بما فيها سقف الجامع العمري.
تدمر
كانت الآثار الرومانية-اليونانية والفارسية في مدينة تدمر الواقعة وسط الصحراء السورية من أهم المعالم السياحية في سوريا.
وتظهر الصور الفضائية مدى الدمار الذي أصاب هذه الآثار – بما فيها المسرح الروماني – جراء القصف المدفعي ونشاط القناصة علاوة على استخدام هذه المواقع كقواعد لإطلاق الصواريخ ومرابض للدروع. كما تعرضت آثار تدمر للنهب.
وتشاهد في الصور طرق عسكرية جديدة شقت في الجزء الشمالي من الموقع الأثري، إضافة إلى تحصينات (الأسهم الوردية) لحماية الآليات العسكرية (الأسهم الصفراء).
قلعة الحصن
أما قلعة الحصن التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر فقد استخدمت كمخبأ من قبل المتمردين وتعرضت للقصف من جانب القوات الحكومية.
ويكشف تحليل الصور الفضائية للقلعة الواقعة إلى الغرب من مدينة حمص عن الدمار الذي أصاب برج القلعة الجنوبي الشرقي، كما يكشف عن آثار قصف إلى الشمال.
وقالت كورين ويغينير، المسؤولة عن المحافظة على مواقع الأرث الحضاري في معهد سميثسونيان الأمريكي، إن سوريا بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي “لمنع تعرض أرثها الحضاري للدمار جراء الحرب.”