آثار الإفراط في استخدام الهواتف الذكية على صحة الجسم
يرتبط الإفراط في استعمال الهواتف والأجهزة الذكية بالعديد من الآثار السلبية والأضرار، التي تؤذي الأعضاء الحيوية في الجسم وخاصة العظام والرقبة والعمود الفقري، كما يشجع على نمط الحياة الخاملة وبالتالي زيادة المخاطر الصحية. وفي السطور التالية يسلط مجموعة من الخبراء والاختصاصيين الضوء على هذه المشكلات وكيفية تفاديها والحد من تفاقمها.
آثار الإفراط في استخدام التكنولوجيا
يقول د. أسامة عبد الله، استشاري جراحة العظام والطب الرياضي: إن التكنولوجيا الحديثة لها العديد من الجوانب الإيجابية والمفيدة للإنسان، إلا أن الإفراط في استعمالها يؤثر سلباً على عدد من الأعضاء الحيوية في الجسم ومن بينها، تغيرات في النشاط البدني، إجهاد العين وآلام الرقبة والأكتاف والظهر والصداع، زيادة الوزن واضطرابات النوم وآلام الرقبة واليد وذلك فضلاً عن العزلة الاجتماعية والحالة النفسية وربما يؤدي في بعض الحالات للتوتر والاكتئاب أو مشاكل السلوك وصعوبة التركيز عند الأطفال وخاصة مع وجود علاقة بين استخدام هذه الأجهزة وزيادة وقت الجلوس، ما يتسبب في آثار ضارة طويلة المدى.
يوضح د. عبد الله أن بقاء الرأس في وضع الانحناء إلى الأمام لفترات طويلة، نتيجة النظر إلى الهاتف أو العمل على الأجهزة الإلكترونية لعدة ساعات، يؤدي إلى انقباض عضلات مؤخرة الرقبة، فكلما نظر الشخص إلى الأسفل، زادت صعوبة عمل العضلات وبالتالي الشعور بالألم الشديد وتفاقم مشكلات الرقبة.
ويضيف: تشمل الشكاوى الشائعة الصداع وتيبس وتشنجات الرقبة والألم بين لوحي الكتف أو صرير مفاصل الكتف ولا يُدرك الكثير من الناس أن هناك ترابطاً بين هذه الأعراض المزعجة والاستخدام المفرط للتكنولوجيا.
نصائح للوقاية من مشكلات الرقبة
يشير د. عبد الله إلى ضرورة أخذ فترات راحة منتظمة، عند النظر إلى الشاشة لفترات طويلة وعادةً يجب القيام لتغيير الوضعية لبضع دقائق، كل 45-60 دقيقة من استخدام الأجهزة الإلكترونية، مع الحرص على تمديد العضلات ورفع الشاشة مستوى العين لتجنب إمالة الرأس للأسفل، للوقاية من مشكلات الرقبة والتأكد من الجلوس بشكل صحيح واستخدام مسند للرأس، كما يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تخفيف التوتر وتقوية العضلات والحد من تفاقم الأعراض والتيبس وعدم الراحة ويضيف: يمكن تطبيق الحرارة والبرودة بالتناوب على الرقبة المتيبسة واستخدام مسكنات الألم المضادة للالتهابات لبضعة أيام لتخفيف الألم، والالتزام باتباع عادات الجلوس الصحيحة، بحيث تتحسن الأعراض مع مرور الوقت خلال شهر أو شهرين وتُعد اليوغا من التمارين المناسبة لمن يعانون من آلام وتيبس في الرقبة بسبب استخدام التكنولوجيا.
الرقبة التقنية
يرى د. سامح أبو الفتوح، استشاري جراحة العظام، أن الاستخدام المتزايد للأجهزة الإلكترونية يلعب دوراً هاماً في تفاعل الأشخاص مع العالم، إلا أن لها آثاراً سلبية لا يمكن تجاهل أضرارها على صحة الجسم وخاصة على صحة العظام والمفاصل، حيث يُلاحظ ارتفاعاً متزايداً في عدد المرضى الذين يعانون من آلام وانزعاج يمكن ربطه مباشرة بالإفراط في استعمال هذه الأجهزة ومن أبرز هذه المشكلات ما يُعرف ب«الرقبة التقنية» وهي حالة شائعة تحدث نتيجة قضاء ساعات طويلة في النظر إلى الهواتف الذكية بوضعية الانحناء وتؤدي مع مرور الوقت، إلى إجهاد الرقبة والجزء العلوي من العمود الفقري، ما ينجم عنه تيبسٌ وألمٌ، وربما يتطور في بعض الحالات إلى تغيرات دائمة في وضعية الجسم.
ويضيف: يتسبب ازدياد الوقت الذي يقضيه الناس في الجلوس أثناء استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة، سواء أمام المكتب أو أثناء الجلوس على الأريكة في وضعيات غير صحية ومنحنية، حيث تؤدي هذه الجلسات إلى آلام في الظهر وإجهاد على العمود الفقري وربما يتأثر الانحناء الطبيعي للعمود الفقري مع الاستمرار في هذه الوضعية لفترات طويلة، ما يضاعف الضغط على أسفل الظهر ويسبب مشكلات مزمنة على المدى الطويل.
يذكر د.أبو الفتوح أن الإفراط في استعمال الأجهزة الإلكترونية للأطفال والمراهقون، يرفع معدل التأثير السلبي على الجهاز الهيكلي، حيث إن عظامهم لا تزال في طور النمو وقضاء هذا الوقت الطويل أمام هذه الأجهزة يقلص من وقت النشاط البدني، في حين أن الحركة والتمارين ضرورية لتقوية العظام وبنائها بشكل سليم ويتسبب غيابها في احتمالية ضعف العظام أو تأخر نموها الطبيعي، أما لدى البالغين، فيؤدي إلى قلة الحركة على المدى الطويل ومشكلات مثل: انخفاض كثافة العظام أو ظهور مبكر لأعراض هشاشة العظام.
ويتابع: هناك أيضاً تزايد في نسبة الحالات التي تعاني من مشكلات في اليدين والمعصمين، الناجم عن الاستخدام المتواصل للهواتف في الكتابة أو الألعاب الإلكترونية، كونه يضع ضغطاً كبيراً على أوتار الإبهام والمعصم والمرفق، ما يتسبب لدى البعض في الإصابة بالتهاب الأوتار أو انضغاط الأعصاب وهي حالات تؤثر سلباً في القدرة على أداء المهام اليومية بشكل طبيعي.
آثار الإفراط في استخدام الهواتف الذكية على الصحة
يلفت د. براكاش ناير، استشاري جراحة المخ والأعصاب، إلى أن الأجهزة الإلكترونية لا غنى عنها، وقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، لذا يجب استخدامها بالطريقة الصحيحة، حتى لا تتسبب على المدى الطويل في حدوث تشوهات وإعاقات كبيرة وتتطلب بعض الحالات التدخل الجراحي لتصحيحها، كما يؤدي إلى إجهاد وضعف العضلات والتهاب المفاصل والأربطة ومتلازمات الألم المزمن وربما يعاني البعض من انحلال القرص الفقري وانزلاقه.
ويتابع: يؤدي أسلوب الحياة غير النشط والوضعيات غير الصحيحة، إلى إلحاق الضرر بالجسم دون أن يدرك الإنسان وتعد العادات الأكثر شيوعاً هي استخدام أجهزة الكمبيوتر ذات ارتفاع الشاشة غير المناسب والهواتف المحمولة مع ثني الرأس، ما يُسبب ضغطاً كبيراً على الرقبة، أو امتدادها ولذلك يجب الاهتمام ببيئة العمل، والحرص على اختيار الكراسي مع دعم الظهر عند الجلوس لساعات طويلة وأخذ فترات راحة متكررة بين الحين والآخر وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء السفر ومن الأفضل نقل المعلومات من الهواتف المحمولة إلى أجهزة الكمبيوتر لتقليل استخدامها.
5 عادات لحماية العظام والمفاصل
تعتمد إدارة المشكلات الناجمة عن الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية، لتفادي الآثار السلبية والأضرار بالأعضاء الحيوية وال