حياة الهرب من القتل
أُجبرت الفلسطينية غالية أبو مطير منذ كانت في الرابعة من عمرها، على العيش في خيمة بخان يونس، جنوب قطاع غزة، بعد أن فرت عائلتها من منزلها بعد نكبة 1948، هرباً من الهجوم الإسرائيلي. وبعد 77 عاماً، عادت غالية لتعيش حياة الهرب من القتل، داخل خيمة على أطراف غزة.
رحلة الهروب بعد "النكبة"
هجّرت إسرائيل حوالي 200 ألف فلسطيني من أراضيهم خلال نكبة 1948، إلى قطاع غزة، المنطقة الساحلية الصغيرة. يشكل أحفاد الفلسطينيين المهجرين أكثر من 70% من سكان غزة الحاليين. لا تتذكر غالية الكثير عن قريتها الأصلية وادي حنين، وهي قرية صغيرة تكثر فيها بساتين الحمضيات، وتقع جنوب شرق تل أبيب. فر والداها ومعها وإخوتها الثلاثة، بينما كانت القوات الإسرائيلية تتوغل في المنطقة، وتقتل وتطرد الفلسطينيين من منازلهم.
"لا حرب تشبه الحرب الحالية"
قالت غالية: "لقد شهدت كل الحروب، لكن لا توجد حرب تشبه هذه الحرب". قبل عام، فرت عائلتها من رفح عندما شنت القوات الإسرائيلية هجوماً برياً على المدينة. وهم يعيشون الآن في خيام مترامية الأطراف في المواصي على الساحل خارج خان يونس. قتلت غارة جوية أحد أبنائها، تاركاً وراءه 3 بنات وابناً وزوجته الحامل، التي وضعت مولودها في وقت لاحق. كما قتلت إسرائيل أيضا ثلاثة من أحفادها.
"الصمود" وحق العودة
نشأت أجيال في غزة منذ عام 1948 على فكرة "الصمود"، وضرورة الثبات على أرضهم، وحقهم في العودة إلى ديارهم القديمة داخل إسرائيل. تعارض إسرائيل عودة اللاجئين إلى منازلهم، قائلة إن عودتهم الجماعية ستجعل البلاد من دون أغلبية يهودية. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة: "إسرائيل جعلت غزة غير صالحة للعيش لعقود قادمة"، ولكنه أكد أنه "لن يغادر أبداً" القطاع. ونشأت نور أبو مريم، البالغة من العمر 21 عاماً في مدينة غزة، وهي تعرف قصة أجدادها الذين طردتهم إسرائيل من بلدتهم خارج مدينة عسقلان عام 1948. وأُجبرت عائلتها على الفرار من منزلها في مدينة غزة في أوائل الحرب. وعادوا خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في وقت سابق من هذا العام. وتخضع منطقتهم الآن لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، ويخشون من إجبارهم على الانتقال مرة أخرى.