على مدار عدة أيام حضرت فيها منافسات بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم (25) لقفز الحواجز، قابلت فيها عدد من الزملاء والإعلاميين، استوقفني شخص جدير بأن نسجل اسمه في مقالنا هذا، متوقعين أنه _ بإرادة الله_ سيصبح بطلا قوميا في يوم من الأيام، وهو الطالب أحمد حسام الدين، الذى جالسته في المدرجات واستمعت منه للكثير والكثير حول الفروسية، ودروبها، و أهم الأسماء المحلية فيها، وحدثني حول السفيرة جي، فرسه المفضل، وعن المنافسات والموانع، وهو شاب يبلغ من العمر 14 عاما، وهو يتحدث لشقيقه حمزة في الهاتف، بطريقة تسأل نفسك بعدها، كيف يفعلها بهذه السرعة، والعلاقة بينه وبين شقيقه الذى يتدرب في رياضات أخرى، تؤكد أن أسرتهم تستحق كل الثناء والتقدير والشكر، على وقفتهم مع أبنائهم، وأنا في هذه المساحة لا أقيم أحمد في المطلق، فربما يكون ” شاب شقى”، لكن أقيم شخصيته المؤثرة، التي جالستها عدة ساعات، والتي تنبئ بقيمة كبيرة يحملها ، و بمناخ هو يصنع عالمه فيه، و بروح لطيفة، و جاذبة، و لذلك فإني أنصحه بعدة نصائح أرجو أن يتقبلها مني إن كان في مقدرتي النصيحة، أولا يجب عليه القراءة ثم القراءة ثم القراءة حول عالم الفروسية، وحول أبطالها، وتكون القراءة بجدول ثابت أسبوعيا، ففي الحديث النبوي الشريف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكانة الخيل “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”، فالخيل لم تكن مجرد وسيلة نقل عند العرب، بل كانت عنوانًا للفروسية والمروءة، كما يجب على أحمد أن يحدد في مخططه الأسبوعي ساعتين يشاهد فيهما فيلما وثائقيا عن حصان أو بطل في الفروسية خارج مصر، و يجب أن يكون ذلك أيضا التزاما رئيسيا، لا يمل منهما أبدا، لأن المعرفة باب هام لصناعة الأبطال، والنظام طريق إلزامي لاستمرار البطل، كما يجب أن يسأل نفسه ماذا يخدمني التلفون الذى أمتلكه، والسرعة التى أكرمنى بها الله في التعامل مع التلفون، وكيف يكون التلفون وسيلة في مساعدتي لأن أكون فارسا متميزا بعد سنوات، و يجب أن يسأل نفسه من هو الفارس الايطالي الذى جاور السفيرة جي في الأيام الماضية، ومن هم فرسان المنتخبات التي تنافس، ويسجل ملاحظاته على التلفون، فالحصان سيشعر بقيمة الحب، من حبيب قارئ عن طبيعته وعالم الفرسان والفروسية.
وأخيرا .. أحمد حسام الدين، يحب الفروسية، ويطمئن لأهله، ويستحق أن يكون بطلا قوميا فى يوم من الأيام، حتى لو لم يشعر هو بذلك فى تلك اللحظات، كما أن ملاعب نادى فروسية ” كيان سيتى” بالعاصمة الإدارية الجديدة، تم إنشاؤها لصناعة الأبطال، وستفعل ذلك.