استغلال الغاز في بغداد: تحول من هدر إلى طاقة
خلفية الحقبة
في قلب بغداد، حيث كان الغاز يحترق منذ عقود في حقل الراشدية، متحولًا إلى دخان يثقل هواء المدينة ويمضي هدرًا دون فائدة، بدأت قصة جديدة تُكتب بحروف من إرادة وتخطيط لعقود طويلة. هذا المورد الحيوي كان شاهدًا على غياب الاستغلال الأمثل وعلى سنوات من الإهمال والتأخير. ومع ذلك، فإن المشهد تغيّر اليوم، حيث تتحول تلك النيران المهدورة إلى طاقة متدفقة تنير بيوت العراقيين وتنعش الأمل في صيفٍ طالمًا اقترن بانقطاعات الكهرباء ومعاناة المواطنين.
تطورات حديثة
أعلنت إدارة شركة نفط الوسط، في بغداد عن تزويدها محطة التاجي الكهربائية بـ17 مقمق من الغاز، ما أسهم في وصول إنتاج المحطة إلى نحو 80 ميغاواط لخدمة المواطنين. هذا التطور جاء بعد توجيهات وزير النفط حيان عبد الغني بالعمل على زيادة كميات الغاز المجهز للمحطات الكهربائية، لا سيما مع دخول فصل الصيف.
جهود استغلال الغاز
قال مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين، إن "حقل الراشدية في بغداد ومنذ ثمانينات القرن الماضي كان يُحرق فيه الغاز، إلا أن إدارة نفط الوسط وبتوجيهات الوزير السواد، عملت على صيانة المعدات والوحدات الخاصة بكبس الغاز، وتم إنتاج الغاز ليرفد محطة كهرباء التاجي بأفضل الأنواع، مما أسهم في إنتاج 80 ميغاواط يوميًا". أكد ياسين أن هذه الجهود أثمرت عن إنتاج الغاز والمحافظة على البيئة من الحرق المستمر له، مشيرًا إلى "عزم الشركة على زيادة كميات إنتاج الغاز من حقولها في المحافظات".
أهمية استثمار الغاز
يُعد حقل الراشدية أحد أقدم الحقول الغازية في العاصمة بغداد، ويعود تاريخ تشغيله إلى ثمانينات القرن الماضي. ورغم غناه بمصادر الغاز المصاحب، ظل هذا المورد يُحرق لعقود طويلة دون استثمار فعلي، مما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة وأضرار بيئية متراكمة. في ظل الحاجة المتزايدة للطاقة الكهربائية، خاصة في فصول الصيف، برزت أهمية استثمار هذا الغاز المهدر، لا سيما في وقت تواجه فيه منظومة الكهرباء الوطنية تحديات كبرى تتعلق بالإنتاج والتوزيع.