دراسة دولية تكشف عن علاقة قوية بين شبكية العين والصحة العقلية
مقدمة
كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها في سويسرا، عن وجود علاقة قوية بين حالة شبكية العين والصحة العقلية للإنسان. هذه الدراسة التي نُشرت اليوم الأربعاء (30 نيسان 2025) تقدم أدلة جديدة حول العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية.
العلاقة بين الشبكية والصحة العقلية
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، فين رابي، أن هذا البحث يفتح آفاقا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية. يشير رابي إلى أن التغيرات في الشبكية، باعتبارها جزءا من الجهاز العصبي المركزي، قد تعكس تغيرات مماثلة في الدماغ، ولكن مع ميزة كونها أسهل للرصد والقياس.
نتائج الدراسة
أضاف فين رابي أن نتائج الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد، بل كشفت أيضا عن أدلة تدعم ما يعرف بـ"فرضية الالتهاب" في مرض انفصام الشخصية. تشير هذه النتائج إلى أن المتغيرات الجينية المرتبطة بالعمليات الالتهابية في الدماغ قد تلعب دورا في التغيرات التركيبية التي تحدث في الشبكية.
إمكانيات علاجية جديدة
يشير فين رابي إلى أن هذا الاكتشاف يعزز النظرية القائلة بأن الالتهابات قد تكون عاملا مساهما في تطور المرض، ما يفتح الباب أمام إمكانيات علاجية جديدة تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية. على الرغم من أن حجم التأثير الذي رصدته الدراسة صغير ويصعب ملاحظته على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحا عند فحص مجموعات سكانية كبيرة.
مستقبل فحوصات العين
يذكر أنه في المستقبل، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة قيمة في الكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض النفسية، ما يتيح التدخل المبكر وربما تحسين النتائج العلاجية. كما أن فهم العلاقة بين الالتهاب والتغيرات في الشبكية قد يقود إلى تطوير علاجات جديدة تعتمد على تعديل الاستجابة الالتهابية.
الخلاصة
تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أكثر شمولا للأمراض النفسية، وتؤكد أن الصحة العقلية والجسدية مترابطتان بشكل أعمق مما كنا نتصور. يفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة للبحث والتعامل مع الأمراض النفسية، وقد يساهم في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية في المستقبل.