لاشك أن هناك حالة من التخبط والانقسام داخل أروقة العمل السياسى والعسكرى في كيان الاحتلال، بسبب فشل الجيش الإسرائيلى وحكومة نتنياهو في تحقيق ما يريدونه حتى الآن، خاصة فى ملف المحتجزين، لذلك يتم العمل على إطالة أمد الصراع والحرب من أجل إنهاء كل المخططات الصهيوينة سواء في غزة أو الضفة أو في جنوب لبنان أو سوريا، وكذلك فيما يخص ملف البرنامج النووي الإيراني.
واعتقادى أن نتنياهو وترامب يريدان إطالة الحرب واستمرار الصراع لتنفيذ خططهما الخاصة بالسيطرة على الشرق الأوسط وتغيير خريطته كما أعلن نتنياهو في الأمم المتحدة، وصدق على حديثه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من تصريح خلال الفترة الماضية.
إضافة إلى أن الدولة العميقة فى الولايات المتحدة بعيدا عن ترامب لا زالت تمارس سياسة الغموض الاستراتيجي وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن نفرق بين تصريحات ترامب وتوجه نتنياهو.
فما يحدث من قبل نتنياهوو ترامب ما هو إلا تطبيق عملى لسياسة الغموض الاستراتيجى لكسب الوقت لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم الخبيثة كما ذكرنا، وفى نفس الوقت هذه السياسة تمكنهم بالاستفراد بغزة والضفة بعيدا عن أى دعم من أى طرف.
ولا ننسى أن استراتيجية إسرائيل تعتمد على معادلة قائمة على إسرائيل في وضع القوة وإسرائيل عندما تكون فى وقت الضعف، فعندما تكون فى وقت الضعف تتحدث عن المفاوضات وحل الدولتين وخلافه، وعندما تكون فى وقت القوة لا تتوقف عن أى شئ يمكنها من تحقيق هدفها الأكبر وهو دولة إسرائيل الكبرى من البحر للنهر، وهو ما تكشفه حرب غزة الآن بقوة ووضوح.
لذا، ليس أمام الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية إلا الاتحاد والاصطفاف ووجود إرادة عربية موحدة، وامتلاك موقف حاسم تجاه هذا العدوان الغاشم الذى لا يرى إلا نفسه وتنفيذ معتقداته التى يحارب من أجلها منذ 1948 وسيستمر حال عدم وجود رادع وهذا ما يجب أن نعلمه..